طلاب جامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة يعمّقون مهاراتهم العربية وفهمهم الثقافي خلال برنامج تبادل المناظرات في الدوحة

IMG_7383

أكملت مجموعة من دارسي اللغة العربية  من غير الناطقين بها، أو من يعرفون باسم “وارثي اللغة” من أجيال الشباب الذي ولد وتربى في المهجر، الذين قدموا  من حرم جامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة مؤخرًا،  أكملوا  زيارة أكاديمية وثقافية موسعة إلى جامعة جورجتاون في قطر، تُوجت بمشاركتهم في مسابقة للمناظرات باللغة العربية على مستوى الجامعات استضافتها جامعة قطر في الثالث عشر من أبريل 2025.

وقد أتاح هذا التبادل الذي استمر أسبوعًا كاملًا، والذي يرتكز على التزام جورجتاون بالتعليم متعدد اللغات والثقافات، أتاح الفرصة للطلاب الزائرين لتعميق قدراتهم في الحديث باللغة العربية أثناء مشاركتهم لزملائهم المحليين و الإقليميين في مناقشة قضايا معاصرة ومهمة. 

وكجزء من تحضيراتهم للمناظرات، شارك الفريق في عدد من ورش العمل التدريبية المكثفة في جامعة جورجتاون في قطر لخمسة أيام تحت إشراف الدكتور سيروان حريري، الأستاذ المساعد في تدريس اللغة العربية. وركزت الجلسات على أساسيات المناظرات باللغة العربية، بما في ذلك بنية الحجج والمصطلحات والإلقاء الخطابي.

عن هذه التجربة الثرية يقول طالب السنة النهائية في الحرم الجامعي بواشنطن العاصمة شادي مخلوف (دفعة 2025) الذي يدرس السياسة الدولية:

كانت رحلتنا إلى جامعة جورجتاون في قطر فرصة رائعة للتعلم والحوار. كانت منافسات المناظرة الوطنية الذي شاركنا فيها متميزة للغاية، حيث قمنا بمزج أعضاء من فريق المناظرات الزائر من الحرم الجامعي مع أعضاء من فريق مناظرة جورجتاون في قطر  لتشكيل 4 فرق مختلفة. على الرغم من أن حرمنا الجامعي موجود على بعد آلاف الأميال، إلا أنه شعرنا كما لو كنا نتنافس كجامعة واحدة. الأهم من ذلك، أن الطلاب الذين التقينا بهم كانوا ودودين وطيبين. لقد اكتسبت أصدقاء جدد وأعدت الاتصال بأصدقاء قدامى زاروا الحرم الجامعي الرئيسي في الزيارات التبادلية السابقة.

تضمنت ورش العمل مناظرات صورية حول مواضيع راهنة مثل فرض الضرائب على ممارسات تلوث البيئة،  ومعايير وسياسات القبول بالدراسة الجامعية. ومن خلال هذه المحاكاة، تدرب الطلاب على التحدث باللغة العربية الفصحى بسلاسة وصقل مهاراتهم في التفكير النقدي والمنطقي.

أما خارج الفصل الدراسي، فقد أتيحت للطلاب فرصة الاطلاع على كيفية استخدام اللغة العربية في أنحاء قطر، وأوضح الدكتور حريري ذلك بقوله: ”لقد استكشفنا بعض المؤسسات الأكثر شهرة في قطر – من قناة الجزيرة إلى متحف قطر الوطني، وجامعة قطر، ومكتبة قطر الوطنية، والمقر الرئيسي لمؤسسة قطر، والعديد من الأماكن الأخرى“. كان من بين أبرز الفعاليات جولة حصرية في المقر الرئيسي لشبكة الجزيرة الإعلامية في الدوحة، حيث شاهد الطلاب مباشرة إنتاج الأخبار وبثها على الهواء باللغتين العربية والإنجليزية. 

وقد تركت هذه التجربة وراء الكواليس انطباعًا عميقا لدى الطلاب، الذين يستخدم العديد منهم قنوات الجزيرة العربية كوسلة لتعلم اللغة العربية وممارستها. قال أوين شيباني (دفعة 2025) الطالب في الحرم الجامعي بواشنطن العاصمة : ”إن موقع قناة الجزيرة العربية هو أحد أهم المصادر التي ألجأ إليها لتعلم اللغة العربية“. واتفق معه زميله جاستن ليو (دفعة 2028)، الذي يدرس الدراسات الإقليمية المقارنة في واشنطن العاصمة، قائلاً ”: كانت زيارة قناة الجزيرة العربية رائعة حقًا. وخصوصا رؤية استوديوهات البث المباشر على الهواء والمكان الذي ينتج هذه المواد الإعلامية العربية، التي أعتمد عليها لتعلم اللغة العربية وممارستها، فعلا تجربة رائعة.“ بالنسبة إلى “ينزهي ليو (دفعة 2028)، فقد عرّفتها التجربة على إمكانية اختيار حياة مهنية جديدة، كما تقول: ”لقد علمتني مشاهدة التفاعل المباشر في غرفة الأخبار والعمليات خلف الكواليس الكثير. أنا الآن مهتمة بالتقدم للحصول على تدريب عملي في مقر القناة في المستقبل القريب.“

ويشير الدكتور سيروان حريري إلى أن التبادل والزيارات الميدانية ساعدوا الطلاب على تجاوز تجارب الفصول الدراسية والانتقال إلى التطبيق الواقعي للغة العربية، فيقول: ”كان الطلاب في قطر سعداء باستضافة زملانهم من واشنطن العاصمة، ودعم ثقافة الاحتكاك والتعاون المتزايد بين الجامعات.“

على الرغم من أن فريق جورجتاون  الزائر لم يصل إلى الجولات النهائية من بطولة المناظرات، إلا أن تجربة التنافس باللغة العربية مع متحدثين أصليين من أبناء اللغة العربية قد تركت تأثيرا عميقا. فقد عاد الطلاب إلى الوطن بطلاقة أفضل، ومهارات أقوى في المناظرة، وثقة ثقافية أكبر – وهي تجربة ستستمر معهم وتنمو خصوصا فيما يتعلق بتشكيل أهدافهم الأكاديمية والمهنية.

ومن بين المشاركين في تلك المسابقات  أدلينا ستولين (دفعة 2026)، التي تدرس العربية كلغة اجنبية، والتي تقول: “لم أستطع أبدا أن أتخيل نفسي أتنافس في المناظرات العربية، لذلك كانت بالتأكيد تجربة جديدة ومليئة بالتحديات – لكن طاقة ودعم فريق جورجتاون جعلوا ذلك اليوم مثيرا بالنسبة لي!”

تؤكد هذه المبادرة على تفاني جامعة جورجتاون في تعزيز الحوار بين الثقافات وتوفير منصات للتعلم العالمي في جميع أنحاء حرمها الجامعي. وبينما تحتفل جامعة جورجتاون – قطر بالذكرى السنوية العشرين لتأسيسها، تسلط مثل هذه البرامج الضوء على رؤية الجامعة لتخريج خريجين ذوي قيم أخلاقية و توجهات عالمية.