محققو الفضاء: طلاب يستخدمون بيانات الأقمار الصناعية لمعالجة تغير المناخ خلال برنامج عالمي لعلوم المحيطات في اليونان

شهدت عطلة الصيف انغماس مجموعة من طلاب جامعة جورجتاون في قطر (GU-Q) في أبحاث بحرية، ومغامرات مشي على جزر اليونان، واستخدام تكنولوجيا الفضاء لتتبع تغير المناخ. الطلاب الصاعدون إلى السنة الجامعية الثالثة: أدينا حسين، غوينيث إستومو، توان نغوين، ريخان برمبيتوفا، وسروش زاهد، تم اختيارهم للمشاركة في دورة صيفية مكثفة استمرت أسبوعين بعنوان: “استشعار صحة النظام البيئي البحري وتأثيرات المناخ من الفضاء”، والتي نظمتها مؤسسة إيرث كومنز بجامعة جورجتاون بالتعاون مع الجامعة الوطنية والكابوديسترية في أثينا (NKUA).

اخذ قراءات مائية

التعلّم من الخبير

تحليل مجهري

قالت أدينا: “كانت تجربة غامرة جمعت بين الدراسة الأكاديمية والعمل الميداني العملي في علم المحيطات”. جمع البرنامج 15 طالبًا من خلفيات أكاديمية وثقافية متنوعة، حيث تضمن التعلم في الصف، وتحليل بيانات الأقمار الصناعية، والعمل الميداني، بهدف استكشاف العلاقة بين تغير المناخ وعلوم البحار. وتعلّم المشاركون كيفية معالجة وتفسير البيانات المشتقة من الأقمار الصناعية لتتبع تأثير الأنشطة البشرية والأنماط المناخية المتغيرة على النظم البيئية البحرية.

امتد التعلم العملي عبر أثينا وجزيرة أندروس، حيث قاد الطلاب كل من الدكتور ديونيسيوس رايتسوس، أستاذ مشارك في علم المحيطات البيولوجي بـ NKUA، والدكتورة جيسي ميلر، المديرة المشاركة لبرنامج بكالوريوس البيئة والاستدامة في جامعة جورجتاون. زار الطلاب مزارع مستدامة، وتفاعلوا مع المجتمعات المحلية، وجمعوا عينات من العوالق النباتية في المياه الساحلية.

التعرف على الثقافة والبيئة اليونانية

زيارة إلى مزرعة

شاركت أدينا: “خلال البرنامج، سرنا عبر مناظر طبيعية خلابة، مما عمّق تقديرنا لجمال اليونان الطبيعي وتراثها الثقافي الغني، كما تعلمنا كيف أن ماضي أندروس البيئي الفريد يؤثر على تحدياتها البيئية الحالية والمستقبلية”.

ركز البرنامج على إشراك المجتمع وممارسات البحث المستدام التي تحقق نتائج ملموسة. وكجزء من مشاريع التخرج، قدم الطلاب تقييمًا بيئيًا للنظام البحري في جزيرة أندروس لأصحاب المصلحة المحليين، ونفذوا مشاريع مستقلة باستخدام بيانات الأقمار الصناعية. درست أدينا وزميلتها نيتيا غوبتا (دفعة 2027 من حرم جورجتاون بواشنطن العاصمة) تأثير تراجع الظواهر الموسمية للصعود البحري على إنتاجية البحار في ساحل عُمان. بينما درست ريخان وزميلها نيكولاس جورجيو (دفعة 2025 من NKUA) إنتاجية العوالق النباتية في خليج المكسيك.

قالت ريخان: “أبرزت نتائجنا، التي شاركناها مع المعنيين في مركز أبحاث أندروس، الأثر البيئي لتدفق المياه العذبة على إنتاجية البحر وانعكاساته على التغير المناخي في النظم المحيطية”.

أدينا ونيتيا تعرضان نتائج مشروعهما

 توان، زوي، وميخائيل يعرضون نتائجهم

تعاون توان مع زميلتيه زوي غوثيرمان (دفعة 2027، متخصصة في الدراسات البيئية بجامعة جورجتاون) وميخائيل كراموليغوس (NKUA، دفعة 2025) لاستخدام بيانات الأقمار الصناعية لدراسة المحيط الأطلسي الاستوائي الغربي. وقال توان: “ساهمت بخبرتي في مجال العلوم الإنسانية البيئية من ناحية السياسات وتأثيرات تغير المناخ على سبل العيش، بينما قدّم زملائي تحليلاً علميًا دقيقًا – زوي متخصصة في الاستشعار عن بُعد، وميخائيل يدرس الكيمياء البيئية”.

أضافت أدينا: “لقد ذكّرني هذا البرنامج بقوة بأهمية حماية البيئة، ليس فقط من منظور علمي، بل إنساني أيضًا. فتغير المناخ يؤثر بشكل عميق على سبل عيش المجتمعات حول العالم ويعيد تشكيل النظم البيئية”.

كما أتاح البرنامج للطلاب بناء شبكات دولية واكتساب أدوات مهمة لمواجهة تدمير النظم البيئية. وقالت ريخان: “لقد وسّع هذا البرنامج من رؤيتي للأنظمة البيئية العالمية، وزودني بأدوات جديدة للبحث في علوم المناخ والبيئة البحرية”.

اختتم توان بقوله: “على الرغم من أن البرنامج كله كان يدور حول سؤال علمي، فإن أكبر درس تعلمته هو أن حل أزمة المناخ لا يكمن في التكنولوجيا، بل في الإنسان”.