الأبعاد الثقافية لاستخدام الطاقة كمفتاح لمكافحة تغير المناخ محور تركيز بحث جديد في جورجتاون

WP_NewsImage-Template-16X9

يحتاج تشكيل مستقبل مستدام يتجاوز الوقود الأحفوري إلى حلول إبداعية مستوحاة من جهد علماء الاجتماع الذين يدرسون كيف تساهم الطاقة في تشكيل الثقافة والسياسة والاقتصاد. كان هذا موضوع ندوة عامة عبر الإنترنت استضافتها جورجتاون في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر حملت عنوان “جماليات الطاقة: اتجاهات جديدة في دراسة الحياة الثقافية للنفط”.

 كانت الندوة التي أقيمت عبر الإنترنت جزءًا من مبادرة أبحاث العلوم الإنسانية في مجال الطاقة التي يتولاها مركز الدراسات الدولية والإقليمية التابع لجامعة جورجتاون في قطر، وتضمت مجموعة من الخبراء الذين ناقشوا أبحاثهم المتواصلة المتعلقة بثقافة الوقود الأحفوري. وقد استعرضوا معا كيف يكشف الإنتاج الفني، بما في ذلك الأدب والفن والنحت والخيال العلمي والوسائط المطبوعة والرقمية، عن مخاوف مشتركة عالميًا وآثار غالبًا ماتكون غير مرئية، لتأثيرات الطاقة على حياة الإنسان.

شرح مدير الندوة الأستاذ المساعد في الأدب العالمي الدكتور فرات أوروش ذلك بقوله:  “نأمل في المساعدة على إظهار زاوية تركيز جديدة على الطاقة كتجربة معيشية يومية من أجل إضافة عمق وإحساس متميزين إلى الروايات في هذا المجال والتي تركزت بشكل أساسي تقليديا على مسائل بناء الدولة والعلاقات الدولية والتنمية الاقتصادية والأنظمة التكنولوجية.” ويشارك الاستاذ أوروش في قيادة هذه المبادرة البحثية مع زملائه الدكتورة فيكتوريا غوغاسيان، الأستاذ المساعد في الأدب الأمريكي، والدكتورة تريش كاهلي، الأستاذ المساعد في التاريخ.

ناقش ضيوف الندوة المتحدثون وهم الدكتورة كارين إير، جامعة برانديز، والدكتورة آن باسيك ، من جامعة ترينت، والدكتور كاجيتان إيهيكا من جامعة ييل، مجموعة من الموضوعات، بما في ذلك تدمير مجتمعات السكان الأصليين المحلية، ومستقبل البنية التحتية للطاقة التي اصبحت مهجورة أو سامة، و التناقض بين التركيز على عناصر صغيرة أقرب إلى الرمزية مثل ماصات الشراب المصنوعة من البلاستيك وتجاهل الأضرار الضخمة التي تسببها صناعات البوليمر الأوسع انتشارا والأكثر ضررًا.

عن هذا توضح الدكتورة فيكتوريا غوغاسيان قائلة: “هذه المناقشة للأبعاد الجمالية للطاقة أوضحت حقًا كيفية تفاعل كل من الممارسة الفنية والجوانب المادية الأساسية لتجارب حياتنا اليومية مع حقائق الأزمات البيئية. كما تسمح لنا دراسة جماليات الطاقة بتخيل الشكل الذي قد يبدو عليه المستقبل بعد التوقف عن استخدام الوقود الأحفوري “،

قالت الدكتورة تريش كاهلي، في معرض تأملها للدور الحاسم للعلوم الاجتماعية والإنسانية في مكافحة تغير المناخ: “يمكن أن تساعدنا الدراسة المستفيضة لآثار الطاقة في تحديد ممارساتها والنظر بعين مدققة وناقدة للطاقة في حياتنا اليومية، كما تساعدنا على تخيل أساليب مختلفة لحياة مفعمة بالطاقة.”

تعتمد مبادرة الأبعاد الإنسانية للطاقة على نتائج أبحاث مركز الدراسات الدولية والإقليمية المتعلقة بمجموعة من القضايا البيئية، وتهدف إلى ربط دراسة الخليج والشرق الأوسط بالتاريخ الثقافي والاجتماعي الأوسع للطاقة. ويسعى المشروع من خلال التدوينات الصوتية والندوات المقامة عبر الإنترنت مع خبراء عالميين و إقليميين في هذا المجال، إلى إيجاد مساحة فكرية جديدة للعلوم الإنسانية للطاقة، مع وضع خطط مستقبلية لنشر بحوث أصلية عبر المنصات التقليدية والرقمية.