تسهيل اكتساب العربية الفصحى المحكية، موضوع كتاب جديد لباحث في جامعة جورجتاون

WP_NewsImage-Template-16X9(6)

كتاب جديد بعنوان “عربية محكية: اللغة الثالثة” من تأليف الأستاذ المساعد عبد الرحمن شمس الدين بجامعة جورجتاون في قطر، احدى جامعات مؤسسة قطر، يسعى إلى التعريف بمفهوم “اللغة الثالثة” كاقتراح للوصول إلى عربية محكية “شبه فصيحة” موحّدة. 

يقدم الكتاب الذي نشرته دار كنوز المعرفة دليلاً عمليًا للأساتذة والطلاب، من الناطقين بالعربية والناطقين بغيرها، حول تطبيق النظرية اللغوية لـ “اللغة الثالثة” التي تبناها رائد المسرح العربي الحديث الكاتب الشهير توفيق الحكيم، الذي سعى لردم الهوّة اللغوية بين الفصحى والعامية، من خلال تطبيق بعض الأشكال العامية، المقبولة نسبياً، على اللغة العربية الفصحى لجعلها أكثر قابلية للتّحدّث.  

يشارك الدكتور شمس الدين، وهو باحث في الدراسات العربية والإسلامية، مقالاته المكتوبة باللغة العربية الفصحى، والتي يعيد كتابتها بـ “اللغة الثالثة”، مع جداول ملحقة تسرد وتشرح كل تغيير واختزال. 

تعقيبا على ذلك يقول الأستاذ شمس الدين: “سعى التركيز للحفاظ على الفصحى لحماية تقليد أدبي وديني عظيم. ومع ذلك، ونظرًا لأنه يختلف كثيرًا عن الكلام اليومي، ويتطلب الحصول على قسط من التعليم قد لا يتاح للكثيرين، فإنّ دور الفصحى في الحياة اليومية ينحسر لصالح اللهجات الحديثة. ومن خلال هذا الكتاب، أقدم فهمًا واضحًا لكيفية إعادة النظر في الخطاب لتقريب اللغة العربية المحكية من الفصحى الراقية.

وأضاف قائلاً: “إنني أقوم بشكل أساسي بتغيير بعض تقنيات النفي وأدوات الربط والأفعال المساعدة المشتركة بين جميع أشكال اللغة العربية. ويمكن تغيير هذه العناصر دون التأثير على الفصحى من أجل تشجيع التطور الأدبي واللغوي للناطقين بالعربية، وتعزيز استخدام لهجة متاحة للجميع يمكن أن تربط مساحات ثقافية متنوعة، وتشجع على العودة إلى التقاليد اللغوية والأدبية الهائلة للغة العربية “.

يقدم الكتاب أيضًا للقراء جذور نظرية الحكيم اللغوية وتطوراتها التي انبثقت عن جهوده لردم الهوّة بين اللغة العربية الفصحى شديدة الرسمية، والتي تعتبر غير واقعية بالنسبة للأداء العام، وبين اللهجة المحكية غير الرسمية والمشوّهة نحويًا بحيث لا يمكن اعتبارها أدبًا.

يقول د. شمس الدين: “على الرغم من أن توفيق الحكيم لم يكن أول من ابتكر أسلوب” اللغة الثالثة ” للعربية المنطوقة، إلا أنّه ساهم في نشرها وزيادة شعبيتها، مما جعل العمل الأدبي باللغة العربية أكثر ألفة ومتاحًا سواء لأبناء العربية أو لغير الناطقين بها بغض النظر عن مستوى تعليمهم.

وقد استوحى شمس الدين هذا الكتاب من تجاربه التراكمية في تدريس اللغة العربية للطلاب، الذين يشعرون بالذعر من صعوبة المصطلحات الفصيحة وغير المألوفة، عن طريق استخدام أعمال الحكيم المسرحية. 

من الجدير بالذكر أنّ الآراء الرّافضة لطرح “اللغة الثالثة” تعتمد على فكرة الخوف من أنّها ستبعد المتحدّثين عن اللغة العربية الفصحى أكثر وأكثر، ولكن الدكتور شمس الدين يقول إن العكس هو الصحيح. “فنحن لا نستخدم اللغة العربية الفصحى الكلاسيكية أو الحديثة في حياتنا اليومية. وإذا لم نجد نسخة أفضل من العربية المحكية والتي تكون أقرب إلى الفصحى، فسوف نفقدها تمامًا “.