تقدير دولي من مجلة أكاديمية مرموقة لبحث أعدته طالبة بجورجتاون

IMG_7570

نشرت دورية علمية مرموقة دراسة إثنوغرافية لمجتمعات منطقة جنوب آسيا في قطر أجرتها طالبة جامعة جورجتاون في قطر إيرين برومود.  وتعرف “مجلة دراسات الأصول العرقية والهجرات” بأنها دورية متخصصة تخضع مقالاتها للتدقيق على يد باحثين وعلماء راسخين، وعادة ما تخصص صفحاتها لطلاب الدراسات العليا أو الباحثين المخضرمين، مما يجعل نشرها لهذه الدراسة التي أعدتها طالبة جامعية، إنجازًا علميًا مثيرًا للإعجاب

ويوضح الدكتور رضا بيرباي، الأستاذ المشارك  في التاريخ ورئيس هيئة التدريس في جامعة جورجتاون في قطر،  أن الدوريات الأكاديمية من المرتبة الأولى عادة ما تنتقي ماتنشره ويكون نتاج بحث لباحثين مؤهلين تأهيلا عاليا، وهو ما يجعل نجاح آيرين في نشر دراستها أمرا مهمًا للغاية، ويضيف: “فقط أصالة وجودة أبحاث إيرين يمكن أن تفسر هذا الإنجاز الاستثنائي”.

تحمل المقالة البحثية التي تم نشرها عنوان “إذاعات موجة أف أم والشتات من عرقية الماليالي (جنوب الهند) في قطر: في الداخل في الخارج” ، وهو بحث أجرته أيرين ضمن دراستها للحصول على شهادة في الإعلام والسياسة، وهو برنامج فرعي تقدمه جامعة جورجتاون في قطر بالتعاون مع جامعة نورثوسترن في قطر الذي يسمح للطلاب بمتابعة المناهج الدراسية المتخصصة في منطقة معينة.

 أمضت إيرين، وهي طالبة في السنة النهائية بتخصص رئيسي في السياسة الدولية في جورجتاون، عامًا في البحث وإجراء المقابلات مع مستمعين ومنتجين لمحطة الإذاعة الأساسية الناطقة باللغة المالايالامية في قطر والتي حلت محل القنوات التي تبث من الإمارات العربية المتحدة التي تعطلت بفعل الحصار.

وتجادل أيرين في ورقتها البحثية بأن الإذاعة هي أكثر وسائل الإعلام المتاحة والرخيصة التكلفة لدى العمالة الوافدة في منطقة الخليج، مما يجعلها مصدرًا مهمًا بشكل خاص للترفيه والأخبار مع خلق شعور بالانتماء لجالية الوافدين المغتربين في الخارج، وتقول: “لقد أغفل الباحثون إلى حد كبير التشابك والتداخل الفعال للعمل والترفيه في الحياة اليومية للمهاجرين في الخليج، وخاصة دور الراديو  وبالتحديد محطات الاذاعة على موجات “أف أم” الذي غالبا ما ينظر اليها كوسيلة إعلامية قديمة تجاوزها الزمن تعيش في الماضي، لكنها لاتزال إلى حد كبير حية وتُستخدم بشكل متواصل من قبل مجموعة سكانية كبيرة من العمالة الوافدة”.

قام الأستاذ المساعد في دراسات الحكومة الدكتور عدي شاندرا بدور المشرف والمرشد للطالبة إيرين، حيث قدم توجيهات محددة خلال عملية الكتابة والمراجعة، وعن هذا البحث يقول: “القوة الأساسية لورقة إيرين البحثية هي أن أساسها يكمن في العمل الميداني الأصلي والبيانات الخاصة بوسائل الإعلام الموجهة للوافدين والمغتربين الأجانب في دول مجلس التعاون الخليجي. كما أنها مكتوبة بشكل جيد للغاية: فقد تم سرد قصص الحياة لمحاوريها بخبرة جنبًا إلى جنب مع رؤى مستمدة من الدراسات حول التاريخ والأنثروبولوجيا والدراسات الإعلامية ودراسات الهجرة والشتات “.

فيما يتعلق بإيرين، كان دعم وتوجيه مشرفي هيئة التدريس ضروريًا لإكمال المشروع، وهي تعترف بفضلهم قائلة: “الأشخاص الذين وجهونني على طول الطريق، وخاصة معلمي الدكتور شاندرا، جعلوا هذه الدراسة ممكنة التحقيق.”

 ويشير الدكتور بيربهاي إلى أن أعضاء هيئة التدريس في جامعة جورجتاون في قطر “ملتزمون بتوجيه الطلاب، مانحين وقتهم وخبراتهم” ، الأمر الذي يساهم في إيجاد نظام بحثي قوي يثمر نتائج بحثية عالية الجودة، ونحن نقدم برنامجًا يُدرس من قبل أفضل الأساتذة في مجالاتهم، والذي يجهز الطلاب فكريًا وتقنيًا لإنتاج أعمال بهذا المستوى.”

 يذكر أن التقدير الذي حصلت عليه إيرين كباحثة ناشئة سيكون له تأثير كبير على حياتها المهنية في المستقبل، لكن الخبرة التي اكتسبتها والفرصة التي أتيحت لها لإجراء البحوث غيّرت أيضًا من الطريقة التي تستوعب من خلالها تجربتها الجامعية، وهي تقول: “الكلية أكبر بكثير من الفصول المقدمة. إنها ما تفعله لأخذ ما تعلمته وتطبيقه في مجالات الأبحاث، وهو عمل يمكن أن يستغرق شهورًا من العمل الميداني المكثف. لكنني لم أكن لأدرك ذلك الأمر لو لم أقم بهذا المشروع “.