جمعية الطلاب المسلمين في جورجتاون تناقش رمضان في زمن الأزمات

Imam Omer Bajwa

استضافت جمعية الطلاب المسلمين في جامعة جورجتاون في قطر مؤخرًا الإمام عمر باجوا، مدير الحياة الإسلامية في مكتب القساوسة بجامعة ييل، لتقديم عرض عبر الإنترنت عن “الاستعداد لرمضان في الظروف الراهنة”. وتناول الضيف المتحدث، الذي يتمتع بشعبية عالية، الطرق التي يمكن للمسلمين من خلالها أن يستعدوا جسديا وروحيا لشهر رمضان المبارك خلال أزمة تفشي الوباء في أنحاء العالم.

أثناء حديثه إلى جمهور من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين في جامعة جورجتاون في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، عرض الإمام قصصًا من التاريخ الإسلامي حيث كانت العزلة مترافقة مع لحظات من التحول والقوة الروحية النبوية، والتي يمكن أن تكون مصدر إلهام في مواجهة التحديات. وعن هذا يقول: “سيحتاج المسلمون إلى تعديل جوانب معينة من حياتهم الدينية التي يمارسونها من خلال التواصل المجتمعي، ولكن هذا قد يسمح لنا أيضًا بالكشف عن جوانب روحية أخرى واستكشافها بشكل أكثر عمقا”.

في هذا الوقت من الاضطرابات غير المسبوقة، سيجرب المسلمون شهر رمضان بطريقة مختلفة تمامًا. فمع إغلاق المساجد والالتزام بتوجيهات البقاء في المنزل، سيفتقد الكثيرون ولائم الإفطار الجماعي وما يحمله من بهجة وكذلك صلاة الجماعة و صلاة التراويح الليلية. لكنه قال إن ذلك لن يؤثر على معنى الإيمان وهدف المؤمنين: “فالصيام بحد ذاته ممارسة دينية وروحية حميمة وخاصة للغاية، وبالتالي فإن العزلة لن تؤثر على العبادات الأساسية خلال شهر رمضان”.

وقد طمأن الإمام الجمهور مؤكداً أن “الله أعلم بمخاوفنا، ولذا فنحن نصلي وندعو ونأمل أن يلطف بنا ويجزينا بالبركات والطمأنينة لأنه يعلم ألم قلوبنا”.

وأشار إلى أن رجال الدين الإسلامي والأئمة يجب عليهم أن يقوموا بأدوار مهمة وحاسمة:” حيث يجب عليهم أن يكونوا قدوة للسلوك الإيجابي باتباع بروتوكولات العزلة، وبالتالي تشجيع المسلمين الآخرين على اتباع قواعد التباعد الاجتماعي المناسبة. كما يمكنهم توعية المسلمين بأمور دينهم وتقديم نصائح فعالة فيما يتعلق بالأوضاع الراهنة من خلال المنصات الإعلامية التي يمكنهم الوصول إليها، خاصة وأن المساجد يتم إغلاقها “. وأشار إلى أن من أهم طرق المساعدة هي تشجيع العطاء الخيري لدعم الأشخاص المتأثرين سلبا بالتكلفة الاقتصادية للأزمة.

قام بتنظيم هذه الفعالية الطالبة إيمان عبد الباقي إسماعيل (دفعة 2022)، وهي أحد الاعضاء المؤسسين لنادي جمعية الطلاب المسلمين بجورجتاون، وتتخصص في الثقافة والسياسة إضافة إلى دراستها اللغة العربية والاقتصاد كتخصصات فرعية. وتشرف على الجمعية أستاذة علم الأديان، الدكتورة سهيرة صديقي، التي تمثل هيئة التدريس بهذا النادي الطلابي الجديد، الذي شارك في تأسيسه أيضا الطالبات آية محمد (دفعة 2023) وخانسا ماريا (دفعة2021).

وأوضحت إيمان كيف أن مهمة النادي الشاملة والقائمة على الإيمان هي استمرار لتقليد جامعي طويل الأمد وتقول: “تركز القيم الأساسية لجورجتاون على تقدير الظروف والقدرات الفريدة لكل انسان، وتعزيز ممارسة العدالة وخدمة البشر باسم الإيمان، والتنوع. على الرغم من أن هذه المبادئ مستمدة في نهاية المطاف من التقاليد اليسوعية، إلا أنها عالمية بطبيعتها ومحورية للغاية في رؤية ورسالة جمعية الطلاب المسلمين “. في حين أن هذا النادي الطلابي يحمل اسمًا مسلمًا، كما توضح إيمان، فإنه مفتوح لأعضاء اسرة الجامعة من جميع المعتقدات والأديان الذين يشاركونهم الاهتمام  بمناقشة قضايا الإيمان.

بعد ذلك ، ستستضيف جمعية الطلاب المسلمين ناديًا افتراضيًا للكتاب يستعرض كتاب “قصة القرآن: تاريخه ومكانه في حياة المسلمين” بقلم إنغريد ماتسون ، و”دراسة القرآن: ترجمة جديدة وتعليق” ، حرره سيد حسين نصر.