رمضان في وقت الأزمات: مقابلة مع إيمان عبد الباقي إسماعيل ، مؤسس ورئيس رابطة الطلاب المسلمين بجامعة جورجتاون في قطر

Iman Abdelbagi Ismail

التقينا بالطالبة إيمان عبد الباقي إسماعيل، تخصص الثقافة والسياسة وتدرس أيضًا تخصصات فرعية في اللغة العربية والاقتصاد، وهي عضو مؤسس ورئيس فرع رابطة الطلاب المسلمين (MSA) في جامعة جورجتاون في قطر إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر. التقينا بها في حوار حول دور رابطة الطلاب المسلمين في جامعة تقع في قلب العالم الإسلامي، وناقشنا أهمية دعم الجالية المسلمة خلال شهر رمضان في وقت الأزمات.

 

كم عدد الأعضاء في رابطة الطلاب المسلمين بالجامعة، ومن يشارك بها؟

لدينا حاليًا أكثر من 60 عضوًا نظل على تواصل معهم من خلال مجموعة تطبيق WhatsApp الخاصة بنا. لقد ساهموا في العصف الذهني والتخطيط للمناسبات والفعاليات، واستخدموا منبر الرابطة لمشاركة ونشر المواد الدينية،  فنظرًا لأن فعالياتنا مفتوحة لكل من جمعيات جورجتاون ومؤسسة قطر، فقد انضم إلينا أيضًا بعض أعضاء هيئة التدريس والعاملين، وكذلك موظفي المدينة التعليمية الذين شاركوا كمتحدثين ضيوف في مناسباتنا.

 

من هو مستشار هيئة التدريس لرابطة الطلاب المسلمين؟

تعمل الأستاذة سهيرة صديقي كمرشد من أعضاء هيئة التدريس ومستشار العلاقات الخارجية للرابطة،  وكان دعمها أساسيا للرابطة. وبناء على اقتراحها باستخدام منصة الرابطة لتقديم التوجيه الروحي إبان أزمة فيروس كورونا الحالية، تواصلنا مع عدد من الضيوف الذين استضفناهم من خلال اتصالاتها المتعددة مع المجتمعات الإسلامية العالمية.

 

ماذا تأمل أن تقدم للمجتمع من خلال برامج رمضان؟

في شهر رمضان هذا، خططنا لإجراء مناقشات أسبوعية، استضافها بعض الطلاب وبعضهم استضافها متحدثون ضيوف. كما قمنا أيضًا بشراء كتابين عن تفسير القرآن لأعضاء الرابطة لتشجيع جلسات القراءة والتأمل الفردية للقرآن والحديث.

 

ما الأحداث التي نظمتها الرابطة حتى الآن هذا العام؟

منذ بدايتنا في مطلع هذه الفترة الدراسية، قمنا بتنظيم العديد من المناسبات، بما في ذلك حلقة نقاش حول “البيئة الإسلامية” بالتعاون مع نادي الاستدامة البيئية، والندوات عبر الإنترنت، مثل “العزلة والتأملات الروحانية في التقاليد الإسلامية “مع الأستاذة سهيرة صديقي،” الاستعداد لشهر رمضان “مع الإمام عمر باجوا، العالم الإسلامي بجامعة ييل، و”احتضان أسماء الله في شهر رمضان المبارك “مع د. بلال فيليبس، مؤسس الجامعة الإسلامية على الإنترنت. وفي نهاية شهر رمضان، أطلقنا أيضًا نقاشات أسبوعية يقودها الطلاب ومفتوحة على أي موضوع، بدءًا من تطبيق السيرة النبوية على حياتنا، وتعزيز علاقتنا بالقرآن، وكيف يدعو الإسلام لخدمة الآخرين، وخاصة في اوقات الازمات كالوباء الحالي.

 

لماذا توجد رابطة الطلاب المسلمين في جامعة في قلب العالم الإسلامي؟ لماذا هذا مهم؟

هذا يذكرني بالسؤال الذي تلقيته عندما قدمنا ​​لأول مرة رابطة الطلاب المسلمين إلى أسرة جورجتاون في قطر: “هل تدرك أن جامعة جورجتاون في قطر برمتها هي بالفعل رابطة الطلاب المسلمين؟” هذا السؤال يستدعي تفكيرا وتأملا أعمق لرؤيتنا ومهمتنا في رابطة الطلاب المسلمين، وهي توفير مساحة آمنة للتأمل وطرح الاسئلة. كان ردي الأولي لتوضيح أن هذه المنصة تأسست على أساس أناني إلى حد فقد كان المؤسسون يبحثون عن طريقة لإرساء روحانيتهم ​​بشكل جماعي، وكان استدعاء مجموعة من الأفراد ذوي التفكير المتقارب بداية جيدة. وبعد مزيد من التفكير، أدركت أنه ببساطة لأننا نلتحق بجامعة ذات غالبية مسلمة في بلد ذات أغلبية مسلمة لا يعني أننا قد حصلنا على المساحة والوقت للتفكير في أمور ديننا، أو شرح الإسلام لجاليات غير المسلمين. أعتقد أن وجود رابطة الطلاب المسلمين يساعد مجتمعنا على إدراك أنه يوجد دائمًا شيء آخر يمكننا تعلمه من ديننا. وقد تمكنا من استخدام هذه المنصة للتواصل مع المثقفين الذين يربطون عملهم اليومي بدينهم، ولإثبات أن الإسلام لا يزال، وسيظل له مكان في بيئة جامعية معاصرة.

 

ما هو الدور الذي تلعبه رابطة الطلاب المسلمين في وقت الأزمات كالتي نشهدها حاليا؟

لقد لاحظت شيئًا جميلًا: ازدادت مشاركة رابطة الطلاب المسلمين بشكل كبير منذ تفشي هذا الوباء، حيث قام الأعضاء بالاطمئنان على بعضهم البعض، وإتاحة الموارد المشتركة من أجل الفهم الروحي، وانتشار الادراك بينهم للإرشاد الذي يقدمه ديننا في أوقات الأزمات كالتي نعيشها حاليا، و تعمل رابطة الطلاب المسلمين كمنصة للوحدة والالفة، وتذكرنا باستخدام هذه الفترة من العزلة الممتدة لرفع روحانيتنا والعودة إلى الله، تائبين وحامدين وشاكرين. علاوة على ذلك، عملت رابطة الطلاب المسلمين كحلقة وصل بالمصادر الخارجية، وربط الطلاب برجال الدين المسلمين الذين يمكن الثقة بهم في الإرشاد الروحي والبرامج والمؤسسات عبر الإنترنت التي تقدم دورات وندوات تتناول العديد من القضايا والأسئلة العالمية التي تواجه المجتمعات المسلمة على مستوى العالم .

 

كيف تتوافق رابطة الطلاب المسلمين في جامعة جورجتاون في قطر مع القيم والهوية الأساسية لجورجتاون؟

تؤكد القيم الراسخة لجورجتاون على الاعتراف بالظروف والقدرات الفريدة لكل فرد، وتعزيز العدالة والخدمة باسم الإيمان، والتنوع. على الرغم من أن هذه المبادئ مستمدة في نهاية المطاف من التراث اليسوعي، ولكن هذا لاينفي أنها عالمية بطبيعتها ومحورية للغاية في رؤية ورسالة رابطة الطلاب المسلمين. فعلى الرغم من أن الاسم يشير إلى أننا نلبي احتياجات المسلمين، فمن المهم أن نلاحظ أننا نسعى جاهدين لتحقيق الشمولية في كل ما نقوم به، ونحن منفتحون على كل من يسعى للتعلم والحصول على إيضاحات في تفسير المسائل الدينية. علاوة على ذلك، ندرك أن التقوى موجودة لدى الجميع بدرجات متفاوتة وأن كل فرد يمضي في رحلته الروحية الفريدة، سواء كانت طريقهم نحو الله أو السلام مع الذات بأي شكل يرونه فيه. و رابطة الطلاب المسلمين هنا لخدمة الجميع.

 

هل تريدين إضافة أي شيء آخر؟

أود أن أحمد الله سبحانه وتعالى وأشكره، واتقدم بالشكر لجميع الذين دعموا تأسيسنا، ولأسرة جورجتاون في قطر على تبني رابطة الطلاب المسلمين وإعطائنا المنبر والفرصة لإثبات الفوائد يمكن جنيها من جمعية إسلامية في قلب العالم الإسلامي. في نهاية المطاف، لم تكن رابطة الطلاب المسلمين ولن تكون أبدًا فردًا واحدًا: إنها مجموعة من الأفراد المتحمسين روحيا وعاطفيا يسعون بحثا عن رؤية واضحة من خلال الإرشاد الديني، وأنا متحمسة لرؤية أين تأخذنا مساعينا الروحية وأسئلتنا.

 

اقرأ المزيد: جمعية الطلاب المسلمين في جورجتاون تناقش رمضان في وقت الأزمات

https://www.qatar.georgetown.edu/news-events/news/muslim-student-associa…