طالب اجنبي بالسنة الأولى بجورجتاون يفوز بالمركز الثاني في مسابقة للخط العربي بالمدينة التعليمية

WP_NewsImage-Template-16X9-5

يمكن أن يمثل إتقان فن الخط العربي تحديًا حتى بالنسبة لأبناء العربية، الذين يتذوقون الصياغة الفنية للخط لقدرتها على نقل المعنى مع تجنب الصور الرمزية. خاض هذا التحدي سارجيس سيمونيان، وهو غريب عن اللغة العربية كطالب أجنبي في السنة الأولى بجامعة جورجتاون في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، وفاز بالمركز الثاني في مسابقة الخط العربي السنوية الثانية للمدينة التعليمية.

استضافت مسابقة استضافتها إدارة مساكن الطلاب والحياة السكنية ومكتب خريجي مؤسسة قطر ومركز المنارتين احتفالاً باليوم الوطني لدولة قطر واليوم العالمي للغة العربية، ودعت مسابقة هذا العام جميع طلاب وخريجي المدينة التعليمية لعرض مواهبهم الإبداعية في الخط العربي.

قال سارجيس، وهو فنان ناشئ عمل بمجموعة متنوعة من الوسائط والأشكال الفنية: “لقد كانت مفاجأة وشرفا لي أن يوضع عملي إلى جانب القطع الأخرى الرائعة وان يصبح محل تقدير”. لكن مشاركته الفائزة كانت أول عمل لفن الخط ابتكره بلغة أجنبية.

كان التحدي يتمثل في تقديم عمل أصلي للخط بأي نمط من الخط العربي يعرض الآية القرآنية القائلة: “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ”. وقد تم اختيار ستة متسابقين نهائيين من بين المشاركات التي تم تقديمها، ثم طُلب منهم إعادة وضع مشاركاتهم في نمط بث مباشر أقيم في مبنى المناريتين  بالمدينة التعليمية قبل الإعلان عن الفائزين.

تعرّف سارجيس على اللغة العربية من خلال تسجيله في مقرر فصل مكثف للغة العربية الفصحى الحديثة للسنة الأولى في جامعة جورجتاون تحت إشراف الدكتورة هناء زبارة، حيث يبدأ الطلاب بالتعلم ونطق الأبجدية.

قال سارجيس: “بعد شهر من بدء الفصل الدراسي، كنا بالفعل نقرأ ونكتب باللغة العربية، وذلك بفضل الأستاذة هناء زبارة التي ليست فقط محترفة قديرة ولكنها أيضًا تحب تدريس اللغة العربية بشكل واضح، الأمر الذي يطلق العنان بشكل تلقائي لمشاعر الحماس لدراسة اللغة في قلب كل طالب تعمل معه؛ وأنا لست باستثناء لهذا الأمر “.

وأشادت د. زبارة بفوز سارجيس وقالت: “الطلاب في هذه المرحلة لا يتنافسون عادة في مسابقات الخط، لذلك يعد هذا إنجازًا مهمًا حقًا”. وتشير الاستاذة أيضًا إلى أن سارجيس أظهر استعدادًا مبكرًا لكتابة الأبجدية العربية، حيث قدم واجباته الأولى مكتوبة بخط منمق وجميل.

وعندما علم بالمسابقة، كان قادرًا على البناء على تلك الجهود المبكرة، وتحويل الحروف المائلة برشاقة التي مارسها في الفصل إلى الشكل المتماثل الجميل الذي يميز فن الخط الإسلامي. وتضيف استاذته: “كنت سعيدًة برؤية أنه وجد متنفسًا إبداعيًا لموهبته وأنه واصل فن الخط في ميدان آخر”. يجمع بين تصميمه المبتكر والفائز وبين رسالة سلام عالمية وتصميم كلاسيكي مستوحى من تراثه الثقافي وخلفيته الحضارية.

حصل الفائزون الثلاثة الأوائل على جوائز، لكن سارجيس يؤكد أن التجربة قدمت له أكثر من ذلك بكثير، ويضيف: “لقد سمحت لي مسابقة الخط بالتأمل والإبداع وإرضاء اهتماماتي الفنية بعد استراحة طويلة، كما سمحت لي هذه التجربة باكتشاف فرع جديد تمامًا من الفنون البصرية، وأنا بالتأكيد أكثر طموحًا الآن في فن الخط، وأتطلع إلى التعرف عليه وابتكار المزيد في هذا المجال الرائع.