طلاب جورجتاون يختبرون مهاراتهم التفاوضية في مواقف عملية مشابهة للواقع

Annual International Negotiation and Crisis Simulation Exercise

اختبر نحو ثلاثين من الطلاب قدراتهم في حل النزاعات واتخاذ القرارات في التدريب السنوي الذي نُظم مؤخراً في جامعة جورجتاون في قطر حول مهارات التفاوض الدولي ومحاكاة الأزمات.

خلال الدورة التدريبية التي استمرت ثمان ساعات، تم وضع تصور افتراضي للمستقبل كمقدمة لما سيحدث خلال اليوم، حيث طُلِبَ من المشاركين العمل معاً لمواجهة التحديات كممثلين عن المجتمع الدولي. وقد قام طلاب جامعة جورجتاون في قطر بمحاكاة حالة مفاوضات محتدمة سعياً لحل منازعات سياسية واقتصادية وإقليمية قائمة منذ مدة في قبرص. تم تقسيم المشاركين إلى عدة فرق تمثل أطراف النزاع، وتتضمن القبارصة اليونانيين، والقبارصة الأتراك، والدولة التركية، والدولة اليونانية، والمجتمع الدولي.

عن هذا التدريب تقول الدكتورة كريستين شيفيتز، مساعدة العميد للشؤون الأكاديمية: “كمكون رئيسي في التدريبات العملية والتطبيقات التعليمية في جامعة جورجتاون، فقد قمنا هذا العام لأول مرة بمنح الطلاب فرصة اختيار توسيع نطاق مشاركاتهم في تدريبات محاكاة الأزمات على شكل دورة ذات قيمة أكاديمية تبلغ ساعة أكاديمية واحدة تحت عنوان: مختبر التفاوض الدولي”.

وأضافت: “أدى التدريب العملي على نموذج المحاكاة، الذي استمر يوماً كاملاً إضافة إلى دورة دراسية تستغرق أسبوعاً يدرس خلالها الطلاب الدبلوماسية والتفاوض من الجانب النظري والعملي، حيث تضمنت الدورة ورشات لتنمية مهارات التفاوض، واتخاذ القرار، وتقديم معلومات أساسية عن الأزمات التي يتعرض لها العالم في الوقت الراهن، والعوامل السياسية المؤثرة، إضافة إلى دراسة أبحاث متخصصة، والقيام بمهام عملية محددة للانخراط في المفاوضات في المستقبل”.

أشرفت الدكتورة شيفيتز على التدريب بالتعاون مع الدكتور جيمس سيفرز، رئيس قسم الدراسات بمعهد دراسات الدبلوماسية بجامعة جورجتاون في مقرها الرئيسي بمدينة واشنطن العاصمة. وقد تم تصميم هذه الدورة التدريبية لتعليم الطلاب كيف يتعاملون مع القضايا المعقدة المتعددة الأطراف والمصالح في بيئة مشحونة. وبينما تلقى كل وفد تعليماته السرية الخاصة به بشأن النتائج المطلوب الوصول إليها، خضع الطلاب لدورة مكثفة عن كيفية التفاوض للوصول إلى اتفاقيات تعود بالفائدة والنفع على الطرفين.

عن هذا التدريب العملي تقول الطالبة سارة ليدتوفت (دفعة 2021): أردت الانخراط في تدريب المحاكاة لأنني أعتقد أنه يرتبط بتطبيق عملي جداً لما نتعلمه في الفصول. فنحن غالباً ما نقرأ ونكتب عن السياسة، ولكن الممارسة تمكن من تفعيل هذه المعارف وتطبيقها، وهو السبب الأساسي وراء التحاقي بهذا التدريب. وفضلاً عن تعلم الكثير بشأن الأزمة القبرصية، فقد أصقلت مهاراتي التفاوضية، وأدركت مدى صعوبة التوصل لاتفاق. كما أنني لمست عن كثب كيف تعمل المفاوضات في العالم الحقيقي”.

يذكر أن هذا التدريب العملي يتم تنظيمه سنوياً، ويدور حول حدث تاريخي ذي أبعاد مستقبلية أو حدث يمكن التكهن باحتمالات تطوره مستقبلاً، ويتركز حول قضايا سياسية أو أمنية أو إنسانية، الأمر الذي يساعد على بناء قدرات الطلاب على التفاوض وصناعة القرار. وقد تضمنت التدريبات في الماضي الحرب الأهلية والأزمة الإنسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والصراع في كشمير، والحرب بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم ناغورنو كاراباخ، والأزمة الإنسانية في سورية.