كتاب جديد لاستاذ بجورجتاون يلقي الضوء على المفكر الديني المعاصر فرِثيُوف شوُون

“Keys to the Beyond: Frithjof Schuon's Cross-Traditional Language of Transcendence”

أعمال فرِثيُوف شوُون (1907 -1998)، أحد أقوى المفكرين الدينيين تأثيرا في القرن العشرين، هي محور كتاب جديد ألفه الدكتور باتريك لود، الأستاذ بجامعة جورجتاون، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر. الكتاب بعنوان “مفاتيح ما بعدها: لغة التعالي التقليدية المتقاطعة لدى فرِثيُوف شوُون (مطبعة جامعة ولاية نيويورك). في هذا الكتاب يستكشف الاستاذ لود الطرق التي يوسع بها شوُون تطبيقات المصطلحات الدينية الراسخة خارج تعاريفها التقليدية واستخداماتها المعتادة ويحلل آثار هذه التعديلات على أعمال شوُون الفكرية، وإلى العالم الأوسع للفكر الديني المقارن.

يذكر أن البروفيسور لود، الذي يدرس علوم الأديان في جامعة جورجتاون في قطر، قد كتب عن الشخصيات الرئيسية في الفكر الديني على نطاق واسع، بما في ذلك سايمون فيل، ولويس ماسيغنون وكذلك فرِثيُوف شوُون نفسه، وعن هذا يقول: “إن غرضي الرئيسي من هذا الكتاب هو إظهار أن مجال معنى المصطلحات مثل yin-yang و upāya و avatāra وغيرها، والتي تعتبر مصطلحات رئيسية في قاموس فرِثيُوف شوُون، يمكن توسيع نطاقها وتطبيقها كمفاهيم تأويلية خارج نطاقها التربة الدينية الأصلية. “

يصف الدكتور لود بحثه الخاص حول هذا الموضوع على أنه يقدم فحصًا نقديًا للنصوص وقراءة مقارنة لها عبر الأديان. ويشرح ذلك قائلاً: “إنني أعتبر كتب شوُون كنقطة انطلاق لكشف آثارها الأكثر صلة بدراسة الدين، وتطوير العلاقات مع مختلف تيارات والتقاليد البوذية والمسيحية والهندوسية والإسلامية”. بينما سيستفيد قراء هذا الكتاب من بعض الفهم لأعمال شوُون، لا سيما مايتعلق بالمفاهيم الأساسية لـ “الفلسفة الدائمة” التي اشتهر بها، وعن هذا يقول د. لود:” ليس من الضروري أن تتفق مع أفكار شوون لكي تستفيد من منظوره الشيق، والذي قد يشعر به البعض بالفعل بأنه منعش للفكر، فأي قارئ مهتم بالأبعاد الميتافيزيقية والروحية للتقاليد الدينية سيجد الكتاب مثيرًا ومفيدًا.”

وفقًا لآراء الدكتور لود، يواجه بعض قراء كتابات شوُون عقبات كبيرة بسبب صعوبة كتاباته، فلغته “تعتبر صعبة ومجردة في كثير من الأحيان بسبب كثافتها ولأنها تستمد من مجموعة واسعة من التقاليد الدينية.” يتعامل القراء أيضًا مع نقد شوُون للنسبية الدينية، ففكرة أن المعتقد الديني نسبي ويستند إلى النظرة الجماعية العالمية لأتباعه، بدلاً من تمثيل الحقيقة الموضوعية، والتي “من الواضح أنها تتعارض مع معظم الاتجاهات الحديثة والمعاصرة لما بعد الحداثة “.

بالنسبة للباحثين في افكار شوُون، فإن قدرتهم على الخوض في أعماق أسس التقاليد الدينية لكشف الروابط والأبعاد الجديدة داخل أنظمة المعتقدات وخلالها تجعل فلسفته عن الدين فريدة من نوعها.، ويقول لود: “إن القراءة الدقيقة واليقظة لكتابات شوُون قد تطور قدرة المرء على النظر إلى الأديان من وجهة نظر أهدافها المتسامية وأعلى مستويات الروحانية، بدلاً من التركيز على ابعادها التاريخية والاجتماعية، ولكن هذا يفترض مسبقًا أن يأخذ المرء الدين على محمل الجد، بدءاً من مزاعمها بالكمال “.

درس آخر يمكن للمرء أن يستخلصه من كتب شوُون، “هو أن الأديان لا يمكن أن تعيش حقًا في غياب تقاليد ميتافيزيقية وروحانية، وهي نقطة تثير أسئلة صعبة وحرجة لنا اليوم ، مضيفًا أن “دراسة مفاهيم دينية محددة الانتماء إلى تقليد معين واستخدامها قد يساعدنا على تنوير فهمنا للتقاليد الأخرى، بما في ذلك تقاليدنا “.

تشمل الاهتمامات العلمية لبروفيسور لود الديانات المقارنة والشعر والتصوف، والتمثيلات والتفسيرات الغربية للتقاليد الروحانية والحكمة الآسيوية. وهو زميل سابق في الفلسفة في مدرسة Ecole Normale Supérieure في باريس، وحصل على درجة الماجستير في الفلسفة المقارنة من جامعة باريس الرابعة السوربون في عام 1982، ودكتوراه في الأدب الفرنسي من جامعة إنديانا في عام 1985. وقد ألف أكثر من عشرة كتب و دراسات، ونشر العديد من المقالات في المجلات الأكاديمية.