مجموعة أبحاث جورجتاون تسلط الضوء على الأهمية المستمرة لحركة الملاحة الشراعية التقليدية

Photo-collage-16x9-F

ينظر الكثيرون إلى مراكب “الداو” الشراعية الخشبية الأنيقة على أنها من بقايا الماضي البحري لدولة قطر، ولكن مؤخرا استفاض الباحثون في استكشاف الأهمية الاقتصادية والثقافية المستمرة لهذه السفن الشراعية الشهيرة في مناسبة بحثية استضافتها مؤخرًا جامعة جورجتاون في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، بعنوان “الرحلات والمراسي: تجارة القوارب الشراعية المعاصرة في غرب المحيط الهندي”. فقد استضافت مجموعة عمل المحيط الهندي بالجامعة  حلقة نقاش افتراضية في جورجتاون في قطر، وهي مبادرة بحثية متعددة التخصصات تجمع بين العلماء والباحثين العاملين في تخصصات مختلفة من قطر وحول العالم لاستكشاف الأشخاص والتعرف عن قرب على الأماكن والأحداث في هذه المنطقة التي تخضع للبحث في تفاعل بشري معقد عبر تاريخ العالم.

ضمت لجنة الخبراء أعضاء من مجموعة عمل المحيط الهندي، على رأسهم منظم الفعالية الأستاذ المساعد في الأدب العالمي الدكتور فرات أوروش، وأعضاء اللجنة الدكتور عدي شاندرا، أستاذ مساعد في نظم الحكم، والدكتورة رقية أبو شرف، أستاذة الأنثروبولوجيا.

أوضح الدكتور أوروش الهدف من الفعالية بقوله: “في عالم الملاحة البحرية العالمية، تواصل المراكب الشراعية لعب دور اقتصادي في توفير النقل للبضائع، وغالبًا ما تقدم خدمات لا تستطيع السفن الكبيرة تقديمها، وهو ما يثير اهتمام مجموعة عمل المحيط الهندي، حيث توفر المراكب الشراعية عدسة مهمة يمكن من خلالها دراسة العديد من الروابط الاجتماعية والثقافية والسياسية الأخرى الموجودة وفهمها في سياقات التواصل بين المناطق في عالم المحيط الهندي.”

  استضافت الفعالية الدكتورة نيدهي ماهاجان، الأستاذ المساعد في الأنثروبولوجيا في جامعة كاليفورنيا-سانتا كروز وزميلة الدراسات العليا لما بعد الدكتوراه في الدراسات الاجتماعية والثقافية في معهد دراسات إفريقيا بالشارقة. التي قامت أيضا بتطوير معارض متعددة الوسائط في متحف حصن جيسوس في مومباسا، كينيا. جمعية خوج العالمية للفنانين في نيودلهي.

وقد تركز حديثها على تجارة المراكب الشراعية المعاصرة، التي لا تزال تنشط في المدن الساحلية الرئيسية في الخليج. و بالاعتماد على بحثها، القت الدكتورة ماهاجان الضوء على الطرق التي ترتبط بها صناعة السفن الشراعية ببواعث التوتر والمخاوف الجيوسياسية الأوسع عبر منطقة المحيط الهندي، بما في ذلك سياسات التجارة الاقتصادية، وانتقال النزاعات الإقليمية، وصناعة الشحن العالمية.

كما حضر المناقشات طلاب جامعة جورجتاون في قطر المسجلون في الفصول الدراسية المتعلقة بالمنطقة وشاركوا فيها. يذكر أن عناوين الفصول الدراسية الممنوحة حول هذا الموضوع هي “مقدمة إلى عالم المحيط الهندي” مع الدكتور أوروش، “التداول والسيادة في المحيط الهندي” مع الدكتور تشاندرا، الذي يرأس مجموعة عمل المحيط الهندي، و “مجتمعات الخليج والإبادة الجماعية والثورة في زنجبار ما بعد الاستعمار،” مع د. أبو شرف.

تأسست مجموعة عمل المحيط الهندي في جامعة جورجتاون في قطر عام 2014، وهي تجمع باحثين من جميع أنحاء العالم لبناء خبرات تعاونية تتجاوز الحدود التقليدية لدراسات المنطقة وذلك بهدف إعادة رسم خريطة عالم المحيط الهندي من خلال الدوائر التاريخية للأشخاص والثقافة والمعرفة والأفكار والسلع والتكنولوجيا والعمارة والعمالة ورأس المال.