معهد جسور يسلط الضوء على مفهوم الاستدامة في الأحداث الرياضية الكبرى

Group Photo

ينظّم معهد جسور حاليًا دورة تدريبية قصيرة تستمر على مدار يومي 4 و5 نوفمبر 2014 بأكاديمية أسباير حول مفهوم الاستدامة في مجال الرياضة والفعاليات الكبرى في دولة قطر والشرق الأوسط وشمال افريقيا. وتُقام الدورة تحت عنوان الأاستدامة |في الأحداث الرياضية الكبرى”، ويقدمها نخبة مرموقة من أبرز خبراء الاستدامة الدوليين، بحضور ما يزيد عن 70 مشارك من قطر والمنطقة من بينهم ممثلين عن الاتحادات الرياضية في بلدان المنطقة كالأردن والكويت واليمن وتونس ولبنان والعراق.

ويأتي انعقاد هذه الدورة التمهيدية القصيرة على بالتزامن مع فعاليات منتدى أهداف الدوحة، حيث تتناول مفهوم الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية في مجال الرياضة والفعاليات الكبرى. كما تستعرض أيضًا التحديات العالمية التي يواجهها العاملون في مجال الرياضة وتنظيم الفعاليات في المنطقة، وذلك في ظل سعي دولة قطر لاستضافة المزيد من الفعاليات العالمية استعدادًا لكأس العالم لكرة القدم 2022، وحرصها في الوقت نفسه على وضع تصاميم لمنشآت وملاعب مستدامة، حيث تسلط الدورة الضوء على أفضل الممارسات العالمية والإقليمية المطبّقة في هذا المجال.

الجدير بالذكر أن مفهوم الاستدامة البيئية كان من بين أبرز العناصر التي ركّز عليها ملف قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، حيث تقدم دولة قطر بالفعل نموذجًا رائدًا فيما يتعلق بالتصاميم المستدامة. ومن المرتقب أن تقدم المرافق المستخدمة في مونديال عام 2022 مثالًا متميزًا في كيفية تطبيق مفهوم الاستدامة في المنشآت والمرافق الرياضية الكبرى. ومن هذا المنطلق، سلّطت الدورة التدريبية في يومها الأول الضوء على دراسة حالة بعنوان “تحقيق المعيار الذهبي عند تصميم المرافق المستدامة”، مستشهدةً بمركز قطر الوطني للمؤتمرات كنموذج حالة، باعتباره أحد أكبر المرافق الموجودة في الدولة والذي روعي في بنائه موافقته لمعايير الشهادة الذهبية لنظام الريادة في الطاقة والبيئة (LEED)، حيث وضع بذلك معيارًا جديدًا للتميّز عند افتتاحه في 2011.

هذا وتشتمل قائمة المتحدثين في الدورة التدريبية على العديد من الأسماء البارزة منها تميم العابد، مدير مشروع لوسيل في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، الذي قدم جلسةً بعنوان: التخطيط لمدينة لوسيل المستدامة، رؤية لمدينة تتبنى مفهوم الاستدامة الاجتماعية والبيئية والاقتصادية، إلى جانب سيمون لويس، من شركة (Team Planet Sports)، والذي تناول مفهوم الاستدامة في أولى جلساته، ومن المقرر أن يقدم جلسة أخرى يستعرض فيها دراسة حالة حول الفعاليات المستدامة بالاشتراك مع ميجان جونز، الشريك المؤسس في شركة (GREENSHOOT PACIFIC) التي ستقدم أيضًا جلسة خاصة حول استراتيجيات الاستدامة وأنظمتها.

وتعليقًا على هذه الدورة، قال مشتاق الوائلي ، المدير التنفيذي بالوكالة لمعهد جسور: “هدفنا أن نكون عنصرًا تحفيزيًا فاعلًا يسهم في إحداث تغيير إيجابي في مجال الرياضة وتنظيم الفعاليات في المنطقة، ويزوّد العاملين في هذه المجالات على المستوى المحلي والإقليمي بالمهارات اللازمة لتحقيق النجاح عند تنظيم الفعاليات الكبرى، وكذلك من أجل إرساء معايير عالمية جديدة في هذا المجال. لقد باتت الاستدامة حاليًا جزءًا لا غنى عنه عند التفكير في تنظيم أي فعالية كبرى، سواءً كان ذلك في مجال الرياضة أو غيرها من المجالات. وفي حين تمضي قطر في طريقها لاستضافة كأس العالم 2020، نريد التأكد من أن جميع المشاركين في عملية التخطيط لتنظيم المونديال يتمتعون بالمعرفة المطلوبة التي تمكّنهم من تطبيق أفضل ممارسات الاستدامة المتبعة في مختلف أنحاء العالم عند تنظيم الفعاليات في المنطقة، بما يترك إرثًا أجتماعيا وبيئيًا واقتصادبا يعود بالنفع على الجميع”.

يشار إلى أنه جرى الإعلان عن إطلاق معهد جسور خلال منتدى أهداف الدوحة في ديسمبر 2013 بهدف تدريب العديد من الأشخاص الذين سيضطلعون بدور محوري في استضافة قطر لنهائيات كأس العام 2022، بما يمنحهم المعرفة اللازمة التي تساعدهم في تنظيم الفعاليات الرياضية وغير الرياضية الكبرى في المنطقة حتى بعد عام 2022. كما تعد جامعة جورجتاون شريكًا مؤسسيًا وأكاديميًا بارزًا لمعهد جسور. وبموجب هذه الشراكة، تقدم الجامعة الدعم الأكاديمي والإداري للمعهد، وتشمل أوجه الدعم التعاون وتعزيز الابتكار في المجالات المتعلقة بتطوير المناهج، وإدارة الجودة، والإشراف على الدورات القصيرة واعتمادها، ووضع الإطار الأكاديمي لمحتوى البرامج التنفيذية كالدبلوم وغيرها والتعاون في تطويرها.

ومنذ انطلاقه، قدم معهد جسور 7 دورات تدريبية قصيرة، وحملة توعوية لمدة يوم واحد، ودورة تدريبية متميزة للاعبي دوري نجوم قطر، حيث تم استضافة 58 متحدث عالمي واكثر من 660 مشارك من 49 دولة.

ويعتزم المعهد تقديم مجموعة من البرامج التدريبية الطويلة الأمد مع بداية العام القادم، سيحصل خلالها المشاركون على شهادات مهنية ودبلومات متخصصة. وستمتاز هذه البرامج باتساع محتوى المواد التعليمية التي ستقدمها، وتهدف إلى منح المشاركين فيها فهمًا أفضل حيال مجال الرياضة وتنظيم الفعاليات وتطوير المهارات اللازمة لخريجي التعليم العالي أو الراغبين في العمل في هذه المجالات.