أستاذ اقتصاد بجامعة جورجتاون : “تعامل قطر مع ظروف الحصار أدى إلى مرونة فعالة في مواجهة انتشار الوباء”

Professor Alexis Antoniades

تسبب وباء فيروس كورونا الذي انتشر في جميع أنحاء العالم في حدوث أزمة صحية ضخمة. وهي قد أثرت بشدة على شبكة سلسلة التوريدات العالمية، وتركت البلدان والشركات على حد سواء تتدافع وتتزاحم للحصول على المواد الخام والمكونات اللازمة لاستمرار حركة الاقتصاد وعدم تعثره. 

يقول البروفيسور ألكزيس أنطونيادس، الأستاذ المشارك ومدير برنامج الاقتصاد الدولي في جامعة جورجتاون في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، إن الدول التي وضعت استراتيجيات للتخفيف من المخاطر قبل اندلاع الأزمة ستجني منافع اقتصادية الآن، ويقول:

ويضيف البروفيسور أنطونيادس “لاشك أن الدول التي تعتمد بشكل كبير على استيراد المواد الخام من الصين ستكون الأكثر تضرراً، في حين أن البلدان التي لديها مصادر متنوعة لن تعاني كثيراً. لكن اضطرابات انقطاع سلسلة التوريد ليست هي المخاوف الوحيدة للبلدان،  فالبلدان التي لديها بنية تحتية ضعيفة  للرعاية الصحية أو التي تعتمد بشدة على السياحة كنشاط اقتصادي، وغير القادرة على المبادرة بتحفيز مالي كبير، ستتضرر بشدة.

ويشير البروفيسور انطونيادس في هذا الصدد، إلى أن الحصار الذي تتعرض له دولة قطر كان نعمة مقنّعة للبلاد، لأنه أدى إلى تحول للاعتماد على الذات نتج عنه تصنيع العديد من المنتجات التي كانت تستورد من دول الجوار،  “وفي غضون أقل من ثلاث سنوات منذ اندلاع الأزمة الخليجية، ازدهر قطاع التصنيع في البلاد. ففي الأسبوع الماضي على سبيل المثال نفدت عبوات المطهر اليدوي من المتاجر، لكنها الآن مليئة بالزجاجات المنتجة محليًا. هذا هو تأثير مبادرة “صنع في قطر”.

في حين أن هذه الاستراتيجيات عززت مرونة الدولة في مواجهة الأزمة، يوضح أنطونيادس ، أن قطر لا تزال عرضة للتباطؤ الاقتصادي العالمي والانخفاض في سوق الغاز الطبيعي المسال، وهو حجر الزاوية في اقتصاد قطر، وهو يقول: “تعد قطر جزءا كبيرا من الاقتصاد العالمي، الذي يعتمد بشكل كبير على الأشخاص والمواد التي تتحرك من البلاد واليها- وقد تعطل ذلك. نعم، تنتج قطر سلعها الخاصة، لكن إنتاج العديد من السلع النهائية لا يزال يعتمد على المواد الخام، ومعظمها يأتي من آسيا، وثمة قلق كبير هناك “.

ويضيف أنه لا يزال من الصعب رؤية الجانب المشرق من الازمة الاقتصادية للشركات، : “أنا لا أرى كيف يمكن للصناعات أن تستفيد من هذا الوضع ولكن أعتقد أن هناك بعض الشركات الاستثنائية التي يمكن أن تستفيد. على سبيل المثال، إذا كنت تصنع منتجات الكلور، فهذا هو الوقت المناسب لشركتك “.

كما تعكس أسواق الأسهم العالمية أيضا الشكوك حول الواقع الاقتصادي الجديد. “فقد يعتقد الناس أن اللعب بأمان يعني الخروج من السوق، لذلك ، سترى الكثير من البيع في الاسواق.”

مع عدم وضوح الرؤية فيما يخبئه المستقبل لعموم الناس، يتوقع أنطونيادس أن يكون لتعامل الحكومة مع الوباء غير المسبوق دورًا كبيرًا في تشكيل التصور العام للأزمة.

وهو يضيف: “أعتقد أن قطر قامت بعمل ممتاز في التعامل مع الفيروس. أولاً، إنهم يبعثون الثقة من خلال الرسائل والإجراءات المطمئنة، وهم شفافون وحاسمون في أفعالهم وواضحون وسريعوا التصرف “.