خريج جورجتاون في قطر يحول مشروعه الدراسي في مؤسسة قطر إلى منهج تعليمي تلفزيوني وطني في باكستان

GU-Q graduate Haroon Yasin

أصبح برنامج التعليم الرقمي الذي بدأ كمشروع طلابي في جامعة جورجتاون في قطر، وهي إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، جزءًا من قناة تلفزيونية وطنية تبث برامجها في باكستان، بعد أن  افتتحها رئيس الوزراء عمران خان هذا الشهر لدعم الطلاب المتأثرين بإغلاق المدارس بسبب تفشي الوباء. ستقوم القناة الجديدة ببث برامجها يوميا على مستوى الدولة بأكملها، وتحمل اسم “تليسكول” أي المدرسة المتلفزة، لتوفير إمكانية التعليم عبر الإنترنت للصفوف الدراسية من الأول إلى الثاني عشر.

بالنسبة لبرامج مستوى التعليم الابتدائي في “تليسكول”، فقد لجأت الحكومة الباكستانية إلى منظمة “اوريندا”، وهي منظمة تعليمية شارك في تأسيسها عام 2015 خريج جامعة جورجتاون في قطر هارون ياسين أثناء دراسته في السنة النهائية.

 و من خلال “اوريندا”، طور طلاب جورجتاون في قطر تطبيقًا رقميًا يقوم على الرسوم المتحركة يسمى “تعليم اباد”، وتعني “المدينة التعليمية”  بلغة الأوردو، الذي يوفر فرصا تعليمية ممتعة للأطفال في باكستان الذين يعانون من ضعف في الأداء أو غير القادرين على الانتظام في المدرسة.

مع الانتقال إلى التلفزيون، كما يقول هارون ، ستضم “تعليم اباد” الآن سلسلة رسوم متحركة كاملة: “كما سيظل نمط التلفزيون الجديد يقدم الشخصيات الخمسة الأصلية التي أحبها الكثير من الأطفال في تطبيقنا، حيث يصطحبون التلاميذ في رحلة تعليمية لتدريس الدروس في الصوتيات والرياضيات والعلوم.” وقد تم تحديد فترة بث مبادرة التعلم عن بعد لمدة 3 أشهر، مع إمكانية تمديد بث البرامج التعليمية إلى ما بعد ذلك.

 وفي حين أن قوة الإنترنت أطلقت العنان لعدد لا يحصى من الموارد التعليمية، كما يوضح هارون، فإن “تعليم اباد” مصممة بشكل فريد لاحتياجات المنطقة. “لقد تم تخطيط سلسلة البرامج التعليمية للأطفال لتتماشى مع مناهج التعليم الباكستانية. وعلاوة على ذلك، يمكن للمتعلمين الصغار أن يروا أنفسهم في الشخصيات التي تنظر وتلبس وتتحدث مثلهم أيضًا. “

قبل الانضمام إلى قناة “تليسكول”  الجديدة، شهد تطبيق “تعليم اباد”  مؤخرًا قفزة هائلة في تنزيلات التطبيق على الاجهزة المحمولة، حيث أضاف نحو 20000 مستخدم جديد التطبيق إلى أجهزتهم في شهر مارس الماضي وحده، مع وصول  عدد المستخدمين الى ما يقرب من 200.000 مستخدم بهذا البرنامج التعليمي المسلي القائم على الرسوم المتحركة، الذي يتضمن تقييمات طورها فريق من المهنيين في مجال التعليم، ويقول هارون: “يسمح لنا تقييم طلابنا بدقة شديدة بتحديد أوجه القصور في التعلم، وإبقائهم على المسار الصحيح، ومساعدتهم على أن يصبحوا أكثر استيعابا للمواد كدارسين.” وقد تم تأمين التمويل لتوسيع المستخدمين إلى مليون طالب بنهاية عام 2020.

يقول هارون إنه مع وجود أعلى نسبة مرتفعة من الشباب وتعثر قطاع التعليم، فإن المخاطر وصلت إلى اعلى مستوياتها: “قبل تفشي الوباء، كان انخفاض الإقبال على الدراسة وتردي الأداء مشكلة بالفعل. لقد جلب الوباء خطرًا جديدًا: احتمالية تقدم الطلاب إلى الصف التالي دون استيعاب المفاهيم الأساسية. لكن مع هذا المشروع التلفزيوني الوطني، أصبح لدينا القدرة على سد تلك الفجوات، وإقناع الأطفال بأن التعلم يمكن أن يكون ممتعاً أيضًا. “

ومن خلال العمل مع متخصصين، يقوم هارون أيضًا ببناء دروس مناسبة لفئات عمرية للأطفال عن الوباء، بما في ذلك شخصية جديدة: فيروس كورونا، ويقول: “هناك الكثير من التركيز على مايسببه الفيروس من أمراض. ولكن لدى الأطفال أنواع مختلفة من الأسئلة فهم يريدون أن يعرفوا لماذا لا يمكنهم الخروج، ولماذا لا يمكنهم رؤية أصدقائهم !”.

لم يدع هارون نجاحه في نشاطاته يشتت انتباهه ويحد من طموحاته، فقد ضمته اليها قائمة “فوربس 30 تحت سن 30” – التي تضم رواد الأعمال الاجتماعية في آسيا في عام 2020 وحصل على جائزة الملكة للقادة الشباب من جلالة الملكة إليزابيث الثانية في عام 2018 . ويقول هارون إن  تقول “تعليم اباد” قد بدأت للتو، و يأمل في إضافة المزيد من مستويات الصفوف قريبًا، وإكمال الصفوف الدراسية من الروضة إلى الصف السادس، والوصول إلى المزيد من الأطفال الصغار المعرضين للتخلف عن الدراسة، وذلك من خلال إطلاق نسخة إذاعية من البرنامج، وتوسيع الجهود في البلدان المجاورة في المنطقة أيضًا.