طلاب جورجتاون يربطون إنتاج الغذاء بالكرامة الوطنية والأمن القومي في مشروع بحثي يحصل على منحة من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي

Abdulqudus Sanni (GU-Q’20) and Nasser Al Kaabi (GU-Q’20)

بعد ما يزيد على العامين ونصف العام من الحصار الذي تتعرض له قطر على يد دول مجاورة، يرجع المهتمون بالذاكرة الى الوراء ليتابعوا رحلة تطور وصياغة لنمط متميز من الاعتماد على الذات والتركيز على أهداف تنموية واضحة، تتقدم بخطى واضحة من النجاح، مستبعدة أي احتمالات لأنصاف الحلول.

ولعل هذا التطور هو ما دفع ستة من طلاب جامعة جورجتاون في قطر، للعمل من خلال بحث اكاديمي ينظر بعمق في أسباب تطور مزرعة بلدنا لمنتجات الالبان كوسيلة للاكتفاء الذاتي، ورمزا للتعبير عن رؤية واضحة للسيادة والاكتفاء الذاتي في أعقاب الحصار.  تجرى هذه الدراسة تحت إشراف الأستاذة رقية أبو شرف و الأستاذ عودي تشاندرا بجامعة جورجتاون في قطر بالتعاون مع دكتورة طاهرة العبيد رئيسة كلية الصحة والعلوم بجامعة قطر. ويقوم بالدراسة الطلاب عبد القدوس ساني (دفعة 2020) وخالد معرفي (دفعة 2019) ومحمد إبراهيم طارق (دفعة 2020) وجون روبلينج (دفعة 2019) وعلي الشيباني (دفعة 2020) ، وسيجري ناصر الكعبي (دفعة 2020) بحثًا بطرق  مختلطة من بينها دراسة إثنوغرافية لتناول هذا الموضوع.

  يذكر أن مزرعة بلدنا من أبرز الامثلة على إمكانية تطوير القدرات الذاتية والاعتماد على النفس. فبعد عقود من الاعتماد على المملكة العربية السعودية في الجزء الأكبر من إمداداتها من الحليب ومنتجات الألبان، أصبحت قطر مكتفية ذاتيا لتغطية احتياجات جميع سكان البلاد البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة.

و “بلدنا” هي نموذج واقعي على الأرض لكنها أيضًا رمز للمثابرة والكرامة. وهناك شعور طاغ في البلاد بأنه حتى لو تم رفع الحصار، فسيظل هناك الكثيرمن الدعم لدولة قطر والإيمان الراسخ بأن الناس سوف يشترون الحليب المنتج محليًا، وليس المستورد من دول الجوار مهما كان منافسا. فالبيئة كلها والجو العام في البلاد قد اختلف تماما.

عن هذه التجربة يقول الطالب ناصر الكعبي: “سوف ينطوي البحث على متابعة دقيقة للمشروع واستدامته، وهذا يشمل أيضًا دراسة الماشية وظروف رعايتها للحصول على اعلى عائد ممكن منها”. وأضاف: “نتطلع إلى إجراء مقابلات مع مختلف الأفراد، مثل المواطنين والمغتربين والعمال في مزرعة بلدنا، وربما مع كبار المسؤولين الحكوميين “.

ويدعو ناصر جميع المقيمين في قطر إلى الوقوف بجانب البلد مشير إلى اعتزازه:  “كقطري، من واجبي أن أقف وراء بلدي في جميع الظروف، خاصة في أوقات التي نمر بها الآن. وأدعو جميع المقيمين في هذا البلد المعطاء إلى بذل قصارى جهدهم كلٌ في مجاله لدعمه ومساندته “.

قالت الدكتورة رقية أبو شرف: “هذا البحث هو جزء من سلسلة أبحاث تهدف إلى دراسة المجتمع القطري بعمق. إنه يمنح الطلاب، وخاصة المواطنين القطريين، دافعًا قويًا لبذل قصارى جهدهم، مع استخدام مهارات البحث والتفكير النقدي عند إجراء البحوث في قضايا حيوية مثل الأمن الغذائي وعلاقته بالسيادة الوطنية. ويقوم الطلاب بإجراء هذه الدراسات من خلال بحث إثنوغرافي يتسم بالعمق ليصبحوا نموذجا يحتذى للطلاب الآخرين الذين يرغبون في متابعة البحث من زوايا أخرى. “

 عن انضمامه لهذا المشروع البحثي يقول الطالب علي الشيباني:  “الكثيرون لايعرفون خلفيات القضية وكيف تطورت لتصبح رمزا للتحدي. ومن خلال دراستنا في جورجتاون تعلمنا الثقة بالنفس وطرح الأسئلة المناسبة بأسلوب منطقي وعقلاني وعدم الانفعال نوصل رسالة باننا نبني بلدنا بأنفسنا وكيف ان الظروف العبة ساهمت في إطلاق شرارة الهمة والعزم. جورجتاون علمتنا الثقة بالنفس وطرح الأسئلة الصحيحة بأسلوب منطقي وعقلاني وعدم الانفعال والانسياق وراء المشاعر. فالبيئة التعليمية في جورجتاون تساعدك على اكتساب مهارات التحليل والقدرة على تقييم المواقف والآراء وأخذها في الاعتبار. وهي مهارات أتطلع لتعليمها لأبنائي، وهي مؤشر على اختلافات الأجيال فثمة فجوة تفصل بيننا وبين جيل آبائنا، وسنكون حريصين على ألا تتكرر مع الجيل القادم من أبنائنا.” ويضم ناصر صوته الى زميله علي قائلا : “جورجتاون علمتنا أن الحواجز توجد فقط في عقولنا، علمتنا كيف نناقش الأفكار السائدة و نجادلها باستخدام الأدلة والإحصائيات والبراهين لنقوي بها موقفنا.”