عندما تلتقي التجارة والدبلوماسية: خريجة جورجتاون تعيد تشكيل درجتها العلمية في الثقافة إلى نشاط فني

Natalie Diong at Education City’s Torba market

 تعمل محلات بيع الهدايا والتذكارات في المتاحف كمساحات خاصة توفر مزيجًا من الفن والتجارة والثقافة، والتي قد تؤثر على صياغة فهمنا للعناصر الثلاثة. وبسببها تم تفعيل الحوار وتنشيط المحادثات متعددة الثقافات ليصبح الحافز الذي دفع بخريجة جامعة جورجتاون في قطر ناتالي ديونج ، التي أصبحت رائدة أعمال، لتصميم وإنتاج القطع الفريدة التي تبيعها الآن في متجر بيع الهدايا والتذكارات بمتحف قطر الوطني.

تقدم شركتها التي تحمل اسم “انتيوبدس+كو” مجموعة من الملابس والأدوات المنزلية والمطبوعات والقرطاسية، مستوحاة من رحلاتها والفترة التي عاشتها في قطر. ولكن على عكس سلاسل المفاتيح التقليدية التي تحمل مجسمات الإبل الشائعة وملاحات السفرة على شكل عبايات، التي توفرها المتاجر السياحية، فإن تصاميم ناتالي تتسلل بشكل أعمق لقلوب الزوار، وتعتمد على ثقافة التعدد والتنوع في قطر وهي الثقافة الحالية للجيل الجديد من القطريين.

 عن هذه التجربة تقول ناتالي: “تشرفت باختيار المتحف لشركتي “انتيبوديس+كو” ضمن الشركات التي تساهم بمنتجاتها في معروضات محل بيع الهدايا والتذكاراتب المتحف الوطني في قطر. كانت تجربة رائعة حقا. فهناك العديد من الفرص لتحطيم الأنماط التقليدية السائدة عن ثقافة قطر، واشعر بأن الفن والتصميم والإبداع هي أدوات قوية لتحقيق ذلك. لهذا السبب فإنه في غالبية المنتجات التي أقوم بابتكارها، أضع بعضا من حبي لقطر “.

 أقامت ناتالي في قطر عندما انتقلت إليها اسرتها من سنغافورة، وطوال تلك الفترة ظلت مغرمة بالثقافة وكانت تطمح في الالتحاق بالعمل الدبلوماسي وهو ما دفعها لدراسة الثقافة والسياسة كتخصص رئيسي عندما التحقت بجامعة جورجتاون في قطر عام 2011. 

أشبعت ناتالي رغباتها من خلال الالتحاق ببرنامج نموذج محاكاة الأمم المتحدة، وانضمامها لرحلة عمل ميدانية إلى رواندا ضمن برنامج “مناطق الصراع ومناطق السلام”. وعن هذا تقول ناتالي: ” لم ادرك إلا عندما تعرضت لهذه التجربة التعليمية ان هناك العديد من السبل بخلاف السياسة لسبر أغوار الثقافة، وهذا ما ألهمني فكرة  العثور على مكان خاص بي في هذا المجال.”

 بدأت ناتالي، التي تخرجت من جامعة جورجتاون في قطر عام 2015، نشاطها التجاري قبل أقل من عام، معتقدة أن ستراتها المزينة بعبارات عربية مرحة مطبوعة عليها، ومفارش الأكواب التي تحمل علامات المرور الارشادية المميزة في قطر، ستجذب فقط مجتمع المغتربين  والأجانب، “ولكن في المرة الأولى التي بدأت فيها بيع هذه المنتجات في سوق “تربة” بالمدينة التعليمية في الخريف الماضي، دهشت لرؤية الاستجابة العالية من اهل البلد والسكان المحليين أيضا.”   

بينما تركز ناتالي جهودها على توسيع نطاق طموحاتها في مجال ريادة الأعمال – حيث انتهت لتوها من تحديد مصدر للمنسوجات العضوية لخط إنتاج الملابس التي تصممها – فهي تواصل استكشاف مناطق تقاطع الثقافة والسياسة للعمل على ترويج تاريخ قطر وثقافتها. فهي تعمل بدوام كامل في قسم التسويق والاتصالات بكلية لندن الجامعية في قطر. 

وتختم ناتالي يقولها: “في أعماق نفسي، لازلت طالبة شغوفة بالثقافة والسياسة، وكلما قدمت شيئا من ابتكاري اشعر بأنني قد أصبحت سفيرة بطريقتي الخاصة.”