مؤسسة قطر : خبراء جورجتاون في مؤسسة قطر يتكهنون بمستقبل الاقتصاد الإقليمي في الحلقة الاخيرة من سلسلة ندوات عن الوباء

رسخ تعامل قطر مع تبعات تفشي الوباء مزيدا من الثقة بالحكومة، وأسفر عن التوحيد الاجتماعي لمجتمع يعمل معًا لمحاربة آثار الأزمة. تم طرح هذا التحليل للنقاش في الحلقة الثالثة والاخيرة من سلسلة “حوارات وآراء لمكافحة الوباء” التي نظمتها  جامعة جورجتاون في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، وهي سلسلة من ثلاثة أجزاء من المناقشات الافتراضية عبر الانترنت التي تضم خبراء هيئة التدريس من جامعة جورجتاون في قطر أدارها عميد الجامعة الدكتور أحمد دلال.

بحثت الحلقة الثالثة والأخيرة في أنواع الضغوط العالمية التي تؤثر على الاستجابات الإقليمية للجائحة وكيف تحدد مسار دول الخليج والشرق الأوسط وشمال إفريقيا للتعافي من الجائحة.

شارك في الجلسة د. رقية أبو شرف، أستاذ الأنثروبولوجيا، والدكتور ألكزيس أنطونيادس، أستاذ ومدير برنامج الاقتصاد الدولي بالجامعة، والدكتور روري ميللر، أستاذ دراسات الحكومة، والدكتور غيرد نونمان، أستاذ العلاقات الدولية ودراسات الخليج.

قدم الدكتور روري ميللر، الذي يدّرس فصلا عن أمن الدول الصغيرة في جامعة جورجتاون في قطر، سياقًا للتعامل مع تبعات الوباء في قطر، مشيراً إلى أن الدول الصغيرة مثل قطر مهيأة بشكل أفضل لبناء التماسك الاجتماعي والمؤسسات بسرعة، واتخاذ قرارات عاجلة، وعن هذا يقول: “كما نرى فإن كل هذه العوامل تلعب دورا في استجابة قطر، لذلك، فعلى الرغم من ارتفاع عدد الحالات لكل مليون شخص ، لا تزال هناك ثقة لدى جميع مستويات المجتمع بأنهم يتمتعون بمنظومة فعالة في مواجهة الجائحة وقدرات صنع القرار للتعامل معها، وفي حين أن بعض الدول ستكون قادرة على الخروج من الأزمة بشكل أفضل من غيرها، فالاحتمالات ضئيلة بأن يحدث ذلك في إطار إيجابي.”

ركز الدكتور غيرد نونيمان على دور مجلس التعاون الخليجي ومستقبله، وهو أحد مجالات تخصصه، والذي لا يزال يتعرض للانقسام بسبب الحصار، قائلاً: “سيكون من المهم، في أفضل الأحوال، أن يتوافر لدينا إطار عمل متماسك في دول مجلس التعاون الخليجي لإيجاد استجابة جماعية على الصعيد الاقتصادي ومن حيث الترتيبات الصحية والإعاشية والأمن الغذائي، ولكن  مع الأسف لا يوجد مثل هذا الاطار “.

مع الأزمة التي تسببت في انكماش الاقتصادات وإرسال العمال العاطلين إلى ديارهم، شدد الدكتور نونيمان أيضًا على الخطر الذي تشكله الآثار الثانوية للأزمة على الأقاليم الأقل نموًا في الشرق الأوسط، مسلطًا الضوء على المساعدات والاستثمار من دول الخليج كإستراتيجية محتملة للتخفيف من وطأة تلك التبعات.

كما ناقشت الدكتورة رقية أبو شرف، المتخصصة في دول حوض المحيط الهندي، الطرق التي كشفت بها الأزمة عن هشاشة النظم الصحية المهملة وحفزت العمل السياسي الإقليمي، قائلة: “سترى التعاون بارزا والمنافسة حادة  نتيجة لذلك الوباء “. وفيما يتعلق بعدم المساواة بين الجنسين والعنف المنزلي الذي أبلغت عنه هيئات متعددة تعمل على قضايا المرأة، أشارت الدكتورة أبو شرف إلى أن “الوباء لم يتسبب في إثارة هذا العنف المنزلي، ولكن أدى إلى تفاقمه”.

في تحليله للتوقعات المستقبلية لاقتصادات المنطقة، وصف الخبير الاقتصادي الدكتور أنطونيادس المخاوف بشأن الجدول الزمني للتعافي بأنه “سؤال بالغ الصعوبة”. وأوضح أن “ما يحاول المشاركون في السوق تقييمه هو ما إذا كان تخفيف قيود الإغلاق على بعض الدول والانفتاح التدريجي لبعض الشركات سينجح أم أنه سيعرقل التقدم الذي تم إحرازه خلال الأسابيع القليلة الماضية للسيطرة على انتشار الفيروس.” وقال إنه في عالم ما بعد الأزمة، ستشهد الأسواق ابتكارات رئيسية مستوحاة من التغيرات في سلوك المستهلك، و”كيف ستتعامل الدول مع الأزمة الآن سيكون لها تأثير طويل الأمد على الأرض بعد انتهاء أزمة كورونا”.