من المسجد إلى المنزل: اكتشاف العجائب الخفية للعمارة والتصميم والحرفية الإسلامية

5_1_web-1200x675

على مر القرون، اتخذ البحث البشري عن الإله أشكالا مختلفة، من الكتب المقدسة إلى الشعر والفن، ووجد أشكاله الأكثر واقعية في الهندسة المعمارية. وتعد العمارة الإسلامية مثالا حيا بشكل خاص يدلل على الجهود المبذولة لإنشاء مساحات روحانية تسهم في إضفاء العمق والسكينة لإداء صلاة أكثر خشوعا، بينما تبقى مثيرة للإعجاب كإبداع مادي يحظى بالتقدير أيضا.

كانت هذه التطلعات المعمارية موضوع محاضرة ألقتها مؤخرا بعنوان “اللغة الخفية للعمارة الإسلامية”، الدكتورة مروة عبد المنعم، عضو هيئة التدريس المساعد في قسم التصميم الداخلي بجامعة فرجينيا كومنولث للفنون في قطر، كجزء من سلسلة ندوات الثقافة والسياسة التي تقام دوريا بجامعة جورجتاون في قطر.

طور التصميم الإسلامي، التجريدي الصارم في التعبير الفني، مفردات غير مرئية من الرمزية العميقة – مفردات تعبر عن وجود الإله في كل زمان ومكان، على خلاف الروايات التعبدية الطقوسية. من خلال تشابك معقد من الهندسة والتماثل والخط العربي وأنماط التزيين العربية “الأرابيسك”، يهدف التصميم الإسلامي إلى الوصول إلى أعماق الروحانية والبقاء متجذرا في الواقع الحياتي. ركزت الدكتورة مروة، التي تحدثت إلى الطلاب المسجلين في مساق الكتابة لامبدئي لطلاب السنة الأولى بتوجيه من الاستاذة ماجدة روسترون، على هذه الميزة الفريدة للتصميم الإسلامي، موضحة كيف يتم دمج العناصر الطبيعية في الحياة – الماء والضوء والحياة النباتية – لبناء مساحات للراحة الجسدية والنفسية مع انفراج السريرة والسكينة والسلام الداخلي، في صحبة هذا الشعور بالهدوء والخصوصية الذي لا غنى عنه للتأمل الديني.

بينما يوفر المسجد ملاذا روحيا، إلا أنه البيت الذي يوفر ملاذا للجسد. وتحقيقا لهذه الغاية، تؤكد إحدى نماذج العمارة الشائعة، وهي “بيت الخاطر” القديم في الدوحة الذي يعود تاريخه إلى قرن من الزمان، والذي يقع على بعد حوالي دقيقتين سيرا على الأقدام من المدخل الرئيسي لجامعة جورجتاون في قطر، على هذه النقطة.

يختبئ على مرأى من الجميع على خلفية الصروح التعليمية المتنوعة والحديثة للغاية داخل أسوار المدينة التعليمية ، هذا المنزل غير مرئي تقريبا ويسهل تفويته: منخفض الارتفاع، مخبأ في كتلة من النباتات المورقة، مبني من الحجر الجيري والجبس ومخلوط المعاجين الطينية. تم التبرع بالمنزل من قبل عائلة الخاطر وتم تجديده بعناية من قبل مؤسسة قطر، التي يرشد برنامجها “حرفة” المبدعين والطلاب لاساليب عملية لكيفية الحفاظ على الحرف اليدوية القطرية الراسخة ولكنها شبه منسية: الأعمال الخشبية والسيراميك والبلاط والمنسوجات.

قم بتشغيل فيديو YouTube هذاhttps://educationcity.qa/herfah-al-khater-house

اجتذبت الفصول الدراسية في بيت الخاطر أتباعا شغوفين ومتحمسين. لدرجة أن برنامج “حرفة” بدأ الآن مشروعا مشتركا مع طلاب البروفيسور روسترون، الذين سيقومون بشكل تعاوني بكتابة كتاب ترويجي عن تلك الخلفية الفريدة والأنشطة التي يتم ممارستها في بيت الخاطر.