آفاق الانتقال الديمقراطي السلمي في السودان: حوار مع د. عبد الوهاب الأفندي في مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجورجتاون

Dean of the School of Social Sciences and Humanities at  Doha Institute for Graduate Studies

منذ أواخر العام الماضي، يواجه الرئيس السوداني عمر البشير موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات العامة تمثل أكبر تحد لحكمه منذ توليه السلطة قبل ثلاثين عامًا تقريبًا. لمناقشة أسباب الانتفاضات الشعبية في السودان وآثارها، استضاف مركز الدراسات الدولية والاقليمية بجامعة جورجتاون في قطر يوم 6 فبراير 2019 الدكتور عبد الوهاب الأفندي

 عميد كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في معهد الدوحة للدراسات العليا، وأستاذ السياسة، في محاضرة عن “آفاق الانتقال الديمقراطي السلمي” في السودان “.

بدأ الدكتور الافندي بالاشارة إلى أنه بينما شبّه الكثيرون موجة الاحتجاجات الاخيرة في السودان بالانتفاضات العربية التي بدأت في أواخر عام 2010، فإن لدى السودان تاريخا طويلا من التوترات السياسية. لكن على عكس الأزمات السابقة، أشار الدكتور عبد الوهاب الأفندي، إلى أن الاحتجاجات الحالية، التي بدأت في ديسمبر 2018 نتيجة لحالة من الإحباط الاقتصادي المستمر منذ فترة طويلة، والتي نجمت عن ارتفاع كبير في أسعار الخبز، قد وجدت تأييدًا واسع النطاق بين جماهير الشعب. عن هذا يقول الأفندي: “حظيت هذه الانتفاضات بالدعم في كل بلدة في السودان تقريبًا، بين معظم فئات الناس، بين كل فئات المجتمع – بداية  من الإسلاميين وحتى الجناح اليساري” ، مشيرًا إلى أنه حتى حفلات الزفاف تحولت إلى احتجاجات واسعة النطاق.

وبينما تعمل العديد من الاختلافات الأخرى على تحديد معالم الأزمة الحالية، مما يميزها عن الاتجاهات التاريخية ويثير الكثير من عدم اليقين بشأن الآفاق المستقبلية. اشار الدكتور الأفندي أن الأساس لحالة الاضطراب في المستقبل قد عززه  إخفاق الرئيس البشير في صورة “حوار وطني”  فاشل ردا على الاحتجاجات التي اندلعت في عام 2013. كما جاءت وعوده الفارغة بالإصلاح الجاد لتزيد من حدة  تفاقم المظالم الطويلة الأمد وأثارت انعدام الثقة المتزايد في السلطة الحاكمة. كما أدى فصل السودان إلى دولتين منفصلتين، إلى مزيد من الشعور بتهميش والاستبعاد لدى المواطن.

وقال الدكتور الافندي: “تقف البلاد الآن على مفترق طرق، حيث يرفض المتظاهرون أي شكل من أشكال التسوية من خلال الإجماع، ويعلنون أن التفكيك الكامل للنظام الحالي هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا، ففي الوقت الحالي، نحن نعيش حالة من الجمود حيث يبدو أن الاحتجاجات في تصاعد مستمر، بينما تبدو الحكومة قادرة على السيطرة على الأوضاع في الوقت الراهن”.

اختتم الأفندي عرضه بتقديم ثلاثة نتائج محتملة للأزمة الحالية وهي: يمكن خنق الاحتجاجات من خلال حملة القمع الحكومية، أو يمكن للجيش أن يحقق التوازن بسحب دعمه للحكومة المهتزة، أو يمكن نجاح مساعي وساطة دولية متعددة الأطراف للوصول الى تسوية. واختتم الافندي بقوله إنه مع رفض الحكومة المساعدة الدولية، فقد تنتهي النتيجة بـبوضع يشبه “السيناريو السوري، حيث يحتفظ النظام بموقفه ، لكن الاحتجاجات ستزداد ، وستصبح أكثر عنفا على الأرجح”.