أستاذ في جامعة جورجتاون يحرر كتاباً نشر حديثاً حول الربيع العربي

قام الدكتور مهران كامرافا، الأستاذ ومدير مركز الدراسات الدولية والإقليمية في جامعة جورجتاون في قطر، بتحرير كتاب جديد يستكشف التأثير السياسي لموجة الانتفاضات الشعبية التي اجتاحت المنطقة مؤخراً والحكومات الحاكمة في العالم العربي.

ويتضمن الكتاب الذي يحمل عنوان “ما وراء الربيع العربي: تطور المساومات الحاكمة في الشرق الأوسط”، مساهمات من 16 عالماً من كبار العلماء والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم الذين قاموا بدراسة الأنظمة العربية التي شهدت اضطرابات خلال هذه الانتفاضات. كما أنه يدرس طبيعة وتطور المساومات الحاكمة، والأنظمة السياسية التي انبثقت عن حقبة ما بعد الاستعمار، والتغييرات الهيكلية التي شهدتها هذه الأنظمة القديمة منذ بدء موجة الربيع العربي. وتم على وجه الخصوص أخذ رؤى ووجهات نظر فريدة من نوعها لكوكبة من العلماء العرب بشأن هذه القضايا بعين الاعتبار.

وقام الدكتور كامرافا بتحرير الكتاب كاملاً، كما أضاف الفصل التمهيدي للكتاب، “نشوء وانهيار المساومات الحاكمة في الشرق الأوسط”، موضحاً السياق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للربيع العربي. وبهذه المناسبة قال الدكتور كامرافا: “يهدف هذا الكتاب إلى استكشاف تجربة الربيع العربي ومفرزاتها من خلال فهم تفكك المساومات الحاكمة المهيمنة التي ظهرت في منطقة الشرق الأوسط في خمسينات القرن الماضي. كما يبحث استبدال نظام جديد ودائم التحول بها، يعيد تعريف مصادر السلطة والشرعية من خلال الدساتير، وعرض عمليات جديدة للمشاركة المدنية، من خلال الاحتجاجات الواسعة، والانتخابات، والحرب الأهلية في بعض الحالات. وتكشف دراسة الشخصيات، والمهام، والهياكل، والمؤسسات المعنية في عملية إعادة التفاوض الحالية عن عملية ديناميكية تمتاز بالعنف في كثير من الأحيان والتي لم تنجح بعد في الوصول إلى أي حصيلة نهائية”.

من جهتها قالت ميريام لوي من قسم العلوم السياسية في جامعة نيوجيرسي: “يضيف كتاب ما وراء الربيع العربي أبعاداً جديدة وعمقاً لفهمنا للأحداث الاستثنائية التي تشهدها المنطقة منذ مطلع عام 2011. وانطلاقاً من استكشاف مجموعة واسعة من المؤسسات والقوى الاجتماعية التي تدعم هذه الانتفاضات إلى دراسة خصوصيات كل دولة، يغطي هذا الكتاب مساحة واسعة من الأحداث ويطرح للقراء الكثير من المواضيع التي تحتاج إلى تفكر”.

بدوره أشاد الدكتور غيرد نونمان عميد جامعة جورجتاون في قطر، بمساهمة الكتاب الجديد، قائلاً: “تساعدنا هذه المجموعة المترابطة من التحليلات على الفهم الحقيقي لسياق أحداث الربيع العربي، ودينامياته وتداعياته، وعلى نطاق أوسع، فهم التطور الكامن وراء المساومات الحاكمة بين الأنظمة والمجتمعات في منطقة الشرق الأوسط. ويعتمد هذا الكتاب على نماذج تاريخية وحالات مقارنة، بالإضافة إلى الإلمام بالتفاصيل التجريبية للسياسة الفعلية المعاصرة في المنطقة. ولسوف يغدو هذا الكتاب نقطة مرجعية أساسية”.

ويعتبر هذا الكتاب ثمرةً لإحدى المبادرات البحثية التي يقوم بها مركز الدراسات الدولية والإقليمية، ويشمل فصلاً بقلم الدكتور عبد الله العريان الأستاذ المساعد في قسم التاريخ في جامعة جورجتاون- قطر. وتم نشر الكتاب من قبل مطبعة جامعة أكسفورد. وألف الدكتور مهران كامرافا العديد من الكتب، كان آخرها: “الشرق الأوسط الحديث: التاريخ السياسي منذ الحرب العالمية الأولى”، و”قطر: دولة صغيرة، بثقل سياسي كبير”، و”الثورة الفكرية في إيران”. وتشمل اختصاصاته السياسة المقارنة والتنمية السياسية، والسياسة في الشرق الأوسط.