خريجو جامعة جورجتاون يعلمون مئات الأطفال في باكستان باستخدام الرسوم المتحركة

Students in Pakistan with the books that accompany Orenda's educational Taleemabad cartoon program

في ظل ظروف بالغة الصعوبة حيث تتعرض الفصول الدراسية للتدمير، والكوارث الطبيعية، والانخفاض في أعداد التلاميذ في المدارس، نجح إثنان من خريجي جامعة جورجتاون في قطر في تحقيق فارق ملموس في حياة مئات من الأطفال الباكستانيين من خلال منحهم قدراً من التعليم، وذلك اعتماداً على الرسوم المتحركة وتقنيات المشاهدة الرقمية في مشروع يحمل إسم “أوريندا” لجلب المناهج الدراسية الى الطفال الصغار، في أعمار تتراوح بين أربع وخمس سنوات، ممن يعيشون في بعض من أكثر المناطق تعرضاً للمخاطر في البلاد.

فباستخدام شخصيات كرتونية تعيش في مكان خيالي يدعى “تعليم آباد” (وتعني المدينة التعلمية باللغة الأوردية) ودفاتر تدريبية مكملة، يعمل الخريجان هارون ياسين (كلية الشؤون الدولية 2015) وأهواز أختار ( كلية الشؤون الدولية 2016) لجعل العملية  التعليمية أمراً ممتعاً ومثيراً للأطفال الذين يتعرضون لاحتمالات التسرب من التعليم النظامي.

وباستخدام تقنية مراقبة البيانات سيتمكن فريق “أوريندا” من مراقبة أداء الطلاب فورياً وتقييم آثار نتائجهم على معدلات التسرب من الدراسة. وقد قام الفريق مؤخراً بإطلاق برنامجهم في ثمان من المدارس المنخفضة الأداء في ثلاث مقاطعات متفرقة من باكستان، واكتشف أن تحسناً ملموساً قد ظهر في نتائج الاختبارات. بل إن إحدى المقاطعات ارتفع فيها الأداء بنسبة 58% بفضل الاشتراك في البرنامج.

فعقب تعرض عدد من الفصول الدراسية للتدمير ضمن حملة الحكومة الباكستانية لهدم الأحياء العشوائية وإعادة إعمارها قبل نحو سنة، تحول الرواد التعليميون إلى المناهج الرقمية. وبفضل انتشار تقنيات الإنترنت المحمولة والأجهزة الذكية كالهواتف النقالة، أصبح بإمكان التلاميذ متابعة الدروس من البيت لتلافي التأخير في التحصيل العلمي.

عن المناهج الدراسية المطورة يقول هارون ياسين: “تم تحميل المناهج على شبكة الإنترنت بحيث يمكن تنزيلها للاستخدام بدون الانترنت أو تشغيلها مباشرة. وهذا يمكننا من تلافي الحاجة للمباني المدرسية من الطوب والإسمنت، في ظروف لا يمكن فيها تشييد أي مباني مدرسية. وفي الوقت الحالي نقوم بتدريس اللغة الإنجليزية، والأوردية، والرياضيات، والمعلومات العامة، وبما أن تدريس هذه المواد يتم عبر شخصيات كرتونية خيالية، فنحن أيضا نستخدم أسلوب الرواية القصصية لتدريس معاني التعاطف والرحمة والتسامح.”

وبفضل حملة تبرعات سخية أقيمت في العام الماضي، تمكن مشروع “أوريندا” من التوسع ليستفيد منه نحو 540 تلميذاً في البلاد، وهو ما يتجاوز الهدف المعلن الذي بلغ 500 تلميذ. كما ازداد عدد أفراد الفريق من خمسة إلى ثلاثة عشر عضواً، وأنتجوا ووزعوا نحو 3000 كتاب مدرسي لمواد “تعليم أباد”. وقد تم توزيع هذا الكتب، التي صممت لتعمل جنباً إلى جنب مع الرسوم المتحركة، تم تقديمها إلى الأطفال في دور الحضانة في المناطق الفقيرة لتساعدهم على التعلم. 

وبناء على النجاح الذي تم تحقيقه خلال عملهم العام الماضي، تسعى حملة جديدة للمساعدة في توصيل المشروع إلى الطلاب الذين ليس لديهم إمكانية للحصول على تعليم حكومي. وهؤلاء إما ممن تسربوا من المدارس مبكراً في حياتهم أو لم يلتحقوا بأي مدارس على الإطلاق، وقد نزح الكثيرون منهم بفعل الفيضانات والزلازل والحروب.

عن هذا يقول هارون ياسين: “عندما ينزح الأطفال يحرمون من وجود المدارس، وهم بذلك يصبحون عرضة للضياع، لهذا فقد قمنا بتصميم نظامنا التعليمي الرقمي بطريقة تسمح لأي طفل بالتعلم أينما كان.”

لمزيد من المعلومات عن حملة التوسعة وتفاصيل البرنامج التعليمي يرجى الطلاع على صفحة “أوريندا” على فيسبوك والموقع الإلكتروني: (http://www.orendaproject.org/)