دراسة العمق العلمي المؤثر لدى صناع القرارات عند وضعهم سياسات عامة يدخل ضمن برامج جامعة جورجتاون “كيف تعمل الطاقة النووية، درس للرؤساء” أصبح الآن جزءا من المنهج الأساسي للطلاب

“Nuclear Know How For Presidents” Now Part of Core Curriculum 

ما علاقة العلوم الاجتماعية والانسانية بالفيزياء النووية؟ يجيب الدكتور كاي-هنريك بارث، الأستاذ الجامعي الذي يدرّس أول فصل دراسي إجباري في العلوم الطبيعية يقدم خلال هذه الفترة الدراسية في جامعة جورجتاون في قطر، بقوله “علاقة قوية جدا”. يحمل هذا الفصل الدراسي عنوان: ” المعرفة النووية لرؤساء الدول” ويمنح لطلاب السنة الثانية بغض النظر عن التخصص الذي يختارونه من بين التخصصات الأربعة الممنوحة في الاقتصاد الدولي، أو التاريخ الدولي، الثقافة والسياسة، أو السياسة الدولية، ويمنح الفصل مقدمة أساسية للعمق العلمي وراء الأسلحة النووية وفهماً لضرورة معرفة تلك المعلومات العلمية خصوصا لصانعي السياسات ومتخذي القرارات، وليس فقط العلماء المتخصصون.   

يقول الدكتور بارث، الذي درس الفيزياء النووية في وطنه ألمانيا، قبل الحصول على الدكتوراه في تاريخ العلوم والتكنولوجيا من جامعة مينيسوتا:”من اتفاق إيران النووي إلى برنامج كوريا الشمالية النووي، مرورا بفوكوشيما وتشرنوبيل، من البديهي أن التقنيات النووية لا تزال تشكل السياسة الدولية. والآن، أكثر من أي وقت مضى، ويحتاج قادة العالم إلى القدرة على فهم الحجج العلمية من أجل اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن القضايا التي سيكون لها تأثير هائل على عالمنا، ويسرني حقًا أنه من خلال هذا الفصل الدراسي، سوف يكتسب الطلاب فهمًا واسعًا للعلوم والتقنية النووية، في كل من التطبيقات العسكرية والمدنية، لذلك فهم يصبحون أكثر استعدادًا للمشاركة في المناقشات والمداولات حول القضايا المعقدة المحيطة بالأسلحة والطاقة النووية ” قال الدكتور بارث، وهو أيضًا كبير مساعدي عميد الجامعة لشؤون دعم البحث العلمي في جامعة جورجتاون في قطر.

تشير طالبة السنة الثانية عائشة إقبال، التي تعتزم التخصص في السياسة الدولية، إلى أنها كانت قد فكرت في التخصص في الفيزياء قبل أن يجلبها حب السياسة إلى جورجتاون، إلى أنه من خلال القراءات المطلوبة التي تتضمن كتبًا لعلماء نوويين، فإن المنهج صعب ولكنه مثير بما يكفي للإقبال عليه، دون أن يكون مفرطا في التقنيًة بشكل متخصص، وهي تقول: “لم أكن أتوقع أن أصل إلى هذا العمق في المفاهيم التقنية للفيزياء النووية، ولكنني أستمتع بها حقًا.”

ومع أملها في التخصص في ممارسة الدراسات الأمنية وسياسات الدفاع، تقول عائشة إن العلم ساعدها في استيعاب حجم المخاطر التي تنطوي عليها التقنية النووية، وتقول: “أدت دراسة مزيج من الفيزياء النووية والسياسة إلى جعلي أكثر جدية تجاه أي عنوان أراه على شبكة سي إن إن أو بي بي سي حول البرامج النووية أو التهديدات النووية. هذه ليست مجرد رسوم بيانية ومفاهيم مجردة من كتاب الفيزياء، فالتهديد حقيقي، والقادة يقامرون بأمور يمكن أن تسبب حدوث اضرار لا تُحصى. “

هذه الدورة ليست الإنجاز الوحيد لجامعة جورجتاون في قطر بشأن مسألة التكنولوجيا النووية. حيث يقود الدكتور بارث أيضًا شراكة جامعية مع اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة التابعة لوزارة الدفاع القطرية، وهي مبادرة مشتركة ترفع من وعي الطلاب. وتدرس الكلية حاليا إمكانيات توسيع نطاق ما تمنحه من مواد العلوم الطبيعية في المستقبل القريب أيضًا. ويقول الدكتور بارث: “بالنسبة لطلاب العلوم الاجتماعية، تعد المعرفة العلمية مهارة في الحياة”.