طالبة جورجتاون تحول المأساة إلى انتصار بفضل دراسة العلوم الإنسانية في مؤسسة قط

WP_NewsImage-Template-16X9-1

ولدت رينيه فوغاي موتاري وترعرعت في بلدة “غويرو” الصغيرة، وهي مجتمع زراعي وتجاري نابض بالحياة في قلب زيمبابوي، حيث كرست جهودها لزيادة الوعي بمجموعة من القضايا في مجتمعها. وكانت أول مرة تغادر فيها بلدتها عند بدء حياتها الجامعية في جامعة جورجتاون في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، وتأمل رينيه، وهي شابة سوداء، في ربط الحلول العالمية بالمشاكل المحلية، واكتساب المهارات والخبرات التي ستحتاجها لتواصل النضال من أجل القضايا التي تهتم بها.

تعلمت رينيه من والديها أهمية أنظمة الدعم الاجتماعي في المجتمعات المحرومة والمهمشة، وغالبًا ما كانت تذهب للعمل مع والدتها، وهي ممرضة، لقضاء بعض الوقت مع الأطفال الذين يعانون من إعاقات في النمو، الذين تقول عنهم إنهم:”تم التخلي عنهم للمستشفى من قبل أسر تنعدم لديها الثقة في قدرتها على رعايتهم.”

في الرابعة عشرة من عمرها، عانت رينيه من خسارة مؤلمة كما تقول: “ماتت خالتي أثناء وضعها مولودا بسبب مضاعفات ناجمة عن ارتفاع ضغط الدم، وكان ينبغي مراقبة حالتها بالغة الخطورة، لكنها كانت تعيش في منطقة ريفية ولم يكن لديها إمكانية الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية المنتظمة المتاحة فقط في المناطق الحضرية “.

دفعت لحظة الحزن تلك رينيه إلى التفكير العميق في العلاقة بين سوء الرعاية الصحية والعواقب السلبية المؤلمة، والواقع المأساوي العالمي، حيث تشير منظمة الصحة العالمية، إلى أن النساء السود يواجهن مخاطر أعلى للوفاة أثناء الحمل، وتقول: “شعرت بالعجز الشديد في تلك اللحظة، و قررت حينها أن يكون قطاع الرعاية الصحية هو المكان الذي أنتمي إليه “.

شاركت رينيه في الحملات المتعلقة بالرعاية الصحية  من أجل زيادة الوعي وكأساس لخططها المستقبلية للعمل في مجال الرعاية الصحية، وشعرت بمسؤولية إضافية للدفاع عن مجتمعها، مع اقتناعها بأن العنصرية هي الدافع وراء الكثير من عدم المساواة والإهمال في مجال الرعاية الصحية.

بينما كانت متدربة في سفارة الولايات المتحدة في زيمبابوي، التقت رينيه بطاقم طبي قدمها إلى مجال لم تفكر فيه من قبل، وهو التطوع الطبي الدولي: “كان أحد الأطباء يخبرني عن تجربته أثناء أزمة الإيبولا. وعلى الرغم من المخاطر، كان سعيدًا جدًا في عمله، وأدركت أن هذا ما أريد القيام به، فعندما أكون شغوفًة بشيء ما، فإنني أعطي 110 في المائة من طاقتي “.

تلاحظ رينيه أنه على الصعيد العالمي يوجد نقص في العاملين في مجال الرعاية الصحية والموارد. ويزداد الشعور بهذا النقص في البلدان المنخفضة الدخل، وأفريقيا جنوب الصحراء على وجه الخصوص.  فوفقًا للأمم المتحدة، ستكون الجهود التطوعية ضرورية لتحقيق الهدف رقم 3 من أهداف التنمية المستدامة لضمان حياة صحية وتعزيز الرفاهية للجميع في جميع الأعمار.

تلتزم رينيه بهذا الجهد، وهي تستعد للتقدم إلى كلية الطب بعد تخرجها من جورجتاون في قطر بدرجة بكالوريوس العلوم في الشؤون الدولية مع التخصص في الاقتصاد الدولي. وستساهم خططها التعليمية في تكوين مجموعة مهارات فريدة يمكن أن تساعد في معالجة المشكلات الهيكلية الطبية وكذلك السياسية.

عن ذلك تقول رينيه: “لقد جئت من زيمبابوي، ويعلم الجميع عن الأزمة الاقتصادية التي وقعت عام 2008. فنحن لدينا الكثير من القضايا الاقتصادية، التي ترتبط بمشاكل الصحة والبطالة بشكل واضح. فإذا تمكنت من فهم كيفية انهيارها وأسبابه، فربما يمكنني القيام بدور في إعادة بنائها يوما ما “.

في عام 2022، تحتفل أسرة جورجتاون بروح جورجتاون، وهو تقليد تعليمي يعود إلى نحو 500 عام. وتعيش رينيه قيم هذه التقاليد من خلال تفانيها الشجاع والملهم للتغلب على حواجز الطرق لتحقيق الإنصاف والعدالة، وتحسين صحة مجتمعها ورفاهيته سواء في بلدتها أو حول العالم.