طلاب السنة النهائية يتأملون رحلة التحدي والتحول خلال السنوات الأربع الماضية بفخر واعتزاز

Kholoud Al Shiba

المستقبل يبدأ في الأسبوع القادم، هذا ما يشعر به طلاب دفعة 2018 بجامعة جورجتاون في قطر الذين يتطلعون إلى حفل تخرجهم بعد أيام قلائل. فقد انتهت الفصول الدراسية وهم الآن يستعدون لحفل التخرج التقليدي، حيث سيتسلمون رسميا شهادات بكالوريوس العلوم في الشؤون الدولية.

من بين خريجي هذا العام الطلاب عفيف هيتسم وخلود الشيبة وإيما موغنسين وناياب رانا، وهي الدفعة العاشرة منذ فتحت جامعة جورجتاون في قطر أبوابها في الدوحة عام 2005. وسينضم الخريجون إلى زملائهم السابقين الذين تجاوز عددهم 440، يعملون في قطاعات مختلفة من بينها الطاقة والصحة والقانون والتمويل والإعلام والشؤون الخارجية.

يسترجع عفيف هيتسم ذكريات السنة الأولى بالجامعة وكيف غيرت أسلوب تفكيره فيقول: “بالتأكيد تغيرت طريقة تفكيري خلال السنوات الأربع الماضية في جورجتاون، ولكن هذا لا يعني أنني غيرت آرائي وأفكاري ومعتقداتي، بل على العكس فإن العلوم الإنسانية سمحت لي بالتفكير النقدي وإعادة تقييم العديد من الآراء لدي، وجعلتني أكثر علماً بأسباب تمسكي بهذه الآراء من الأساس”. خلال الأعوام الأربعة الماضية شارك هيتسم في العديد من الأنشطة الطلابية. فقد كان نائب رئيس جمعية الأعمال بالجامعة، وعمل ضمن اتحاد طلاب دراسات الشرق الأوسط، وساعد في تنظيم مؤتمر الأبحاث السنوي له. 

وهو يتذكر تلك التجربة بقوله: “نظراً لكون الطلاب ينظمون المؤتمر بشكل كامل، فقد كان اختباراً عملياً لكل مهارات القيادة وإدارة الوقت والتواصل التي اكتسبناها. وقمنا كفريق بالتواصل مع جامعات أخرى من أنحاء العالم وتسهيل كافة الاتصالات بين المشاركين والمنظمين. وأنا أشعر بالفخر لأننا حصلنا على أكبر عدد من المشاركات البحثية في تاريخ المؤتمر حتى الآن”.

بالنسبة للطالبة خلود الشيبة التي تخصصت في الاقتصاد الدولي، فإن دراستها بجورجتاون مثلت أيضاً العديد من الفرص للتعلم داخل الفصول الدراسية وخارجها. فخلال العامين الأخيرين من الدراسة ساهمت في تنظيم عدد من الفعاليات بدءاً بالأمسية الثقافية الفلسطينية وانتهاءً بمحاضرات لأكاديميين مرموقين.

وشاركت خلود في عدة نوادي طلابية من بينها نادي الحوار الطلابي، الذي ينظم لقاءات إلكترونية عبر الفيديو مع طلاب في مناطق النزاعات مثل قطاع غزة، وعن هذا تقول:” كانت هذه من أفضل التجارب التي مررت بها في جورجتاون. كنا نتناول موضوعات نختارها بعناية، بداية من هوايات الطلاب وحتى مقاومة الاحتلال، تعرفنا منهم على تجاربهم وخبراتهم وآرائهم في مشاركتنا لهم، فأين تتاح لك فرصة اكتساب مثل هذه الخبرات وطرح مثل هذه الأسئلة؟”

من جهتها، تشير إيما موغنسيين التي تخصصت في التاريخ الدولي، إلى تعدد اهتماماتها وكيف ساعدتها التجربة الدراسية على ترتيب أولوياتها على النحو الصحيح، وقالت: “أظن أن تجربتي في جورجتاون تضمنت الكثير من التحديات غير المتوقعة، فقد كنت أدرك من البداية أن المواد الدراسية ستكون صعبة، ولكن لم أكن أتوقع أن أتعرض لضغوط على مستوى الحياة الاجتماعية والأنشطة غير الدراسية، لكن ساعدتني الضغوط لكي أعرف المزيد عن نفسي وأتعلم مهارات إدارة الوقت والتركيز”.

إضافة إلى دراستها الأكاديمية، فقد عملت موغنسين كمساعدة بحوث بمركز الدراسات الدولية والإقليمية التابع لجامعة جورجتاون في قطر، حيث ساهمت في إجراء أبحاث عن الهجرات الدولية والنزوح، وهو المجال الذي تود أن تنخرط فيه بشكل أكثر عمقاً في المستقبل، وهي تقول: ” كان العمل بالمركز مثيراً ومحفزاً، وفتح أمامي آفاق البحث العملي كأحد الاختيارات”.

تشرح الطالبة ناياب رانا كيف كانت برامج الإثراء التعليمي والانخراط في الأنشطة الجماعية سواء داخل الحرم الجامعي أو خارجه من اهم المكونات المفيدة لها خلال دراستها في جامعة جورجتاون في قطر. فمع تخصصها في السياسة الدولية، كانت أيضا رئيسة فريق كرة السلة وقامت بدور الأمين العام للأمم المتحدة في نموذج محاكاة الأمم المتحدة خلال العامين الماضيين، وهي تشيد بتلك التجربة: “شعرت بأن نموذج محاكاة الأمم المتحدة هو أحد السبل الفعالة في توصيل كل هذه المعارف إلى الجيل الأصغر من الشباب. فليس من الضروري أن تتخصص في السياسة الدولية، ولكن ينبغي عليك أن تدرك ما يدور حولك في العالم، وبغض النظر عن المجال الذي تعتزم العمل به مهنياً، فإن المواطنة العالمية تظل جزءاً من مسؤولياتك الشخصية”.

كذلك شاركت رانا في البرنامج الميداني للتعرف على مناطق النزاعات ومناطق السلم، الذي يأخذ الطلاب إلى مناطق الصراعات العرقية والسياسية والاجتماعية والدينية. وهذا العام سافر الطلاب إلى طوكيو وهيروشيما وناغاساكي لدراسة تبعات القصف النووي الأمريكي، واكتساب قدر أعمق من الفهم والإدراك لعملية المصالحة، وهي تقول: ” كانت لحظة مؤثرة أن ترى بعينك ما تعرفت عليه في الفصل الدراسي، وتلمس بواقعية كيف حدث في العالم الحقيقي. فحين كنت أقف هناك في موقع سقوط القنبلة الذرية، وبعد دراسة تجاوزت العام والنصف لهذه المأساة الإنسانية، كان الحديث مع أناس عاشوا تلك المأساة واحدة من أعمق التجارب التي تمس القلب، كانت شيئاً أقرب إلى الأحلام.”   

ويحصل الطلاب الخريجون في الأسبوع المقبل على نفس درجة بكالوريوس العلوم في الشؤون الدولية المعترف بها دولياً كنظرائهم من الدارسين بالحرم الجامعي الرئيسي بجورجتاون بمدينة واشنطن العاصمة. ويتميز هذا البرنامج الفريد المتعدد التخصصات بإعداد متميز للطلاب للتعامل مع القضايا الدولية الأكثر أهمية وحرجا من خلال مساعدتهم على تطوير قدرات التفكير النقدي، ومهارات التحليل، والتواصل في سياق عالمي.