طلبة جامعة جورجتاون يساهمون في تعزيز التثقيف المالي لدى مجتمع العمال الأجانب في قطر

Group Photo

استعرضت محاضرة عامة حضرها أعضاء جامعة جورجتاون قطر وأفراد المجتمع القطري نتائج مشروع بحثي ضمن برنامج خبرة الأبحاث للطلبة الجامعيين بعنوان “التثقيف المالي المتقدم للعائلات متعددة الجنسيات”.

وطوال فترة امتدت لعام ونصف، أجرى فريق طلابي مؤلف من ستة طلاب وطالبات مهام الأبحاث والتطوير والاختبار لمشروعهم القائم على إنشاء فيديوهات تعليمية مبنية على منهاج تثقيف مالي مهيكل وخاص بالعمال الأجانب وعائلاتهم. ويهدف التثقيف المالي إلى تشجيع العمال وعائلاتهم القاطنة في بلادهم الأصلية على توسعة المنافع المحصلة من العيش والعمل المؤقت خارج بلادهم من خلال التخطيط المالي المحكم وطويل الأمد. ويسعى الفريق من خلال نماذج التدريب المصورة الخمسة إلى تثقيف العمال الأجانب حول كيفية الادخار المالي، ووضع الخطط المناسبة أثناء إقامتهم خارج بلدانهم، ووضع ميزانية محكمة، وكيفية التحكم بالديون وإدارتها، وطرق إدارة الاستثمارات. وقد تم تطوير الفيديوهات بناءً على مقابلات مع بعض العمال الأجانب الذين تحدثوا عن تجاربهم الشخصية، إضافة إلى نصائح من خبراء في هذا المجال.  

وشمل الفريق الطلابي كل من أهواز أختار (دفعة جورجتاون قطر 2016)، وهشام حسان (دفعة العام 2015)، وفاطمة حبيل (دفعة العام 2016)، وسالار خان (دفعة العام 2015)، وأتول مينون (دفعة العام 2015)، وسلمان أحد خان (دفعة العام 2016)، وشريف الجندي (دفعة العام 2016).

وتعليقاً على المشروع قال هشام حسان، الطالب في السنة الثالثة باختصاص السياسة الدولية في الجامعة: “لقد كان هذا المشروع بمثابة فرصة بحثية ممتازة لتصميم برنامج يحقق إفادة عملية لمجتمعات العمال الأجانب من ذوي الدخل المحدود والذين يعملون في منطقة الخليج. وقد أثبتت برامج التعليم والتثقيف المالي فعاليتها في إحداث أثر إيجابي، وكان مشروعنا محاولة مبتكرة للوصول إلى نسبة أكبر من الجمهور من خلال منصات الإعلام الرقمي. كما ركزنا على تعديل المحتوى ليتواءم مع العمال في المنطقة بهدف مساعدتهم على تحسين أوضاعهم المعيشية والمالية الراهنة”.

من جانبه علق أتول مينون، الطالب الذي يدرس اختصاص الاقتصاد الدولي في الجامعة، حول أهمية الفيديوهات قائلاً: “إن هذا المشروع مرتبط بقطر بشكل كبير حالياً. وعادة ما يتم تجاهل التثقيف المالي، لكنه هام جداً للعمال الأجانب من ذوي الدخل المحدود. ومع التدفق المستمر للعمال إلى قطر، كان لزاماً عليناً أن نبذل تلك الجهود للمساهمة في تحسين الأوضاع المالية للعمال. من المعروف أن العمال يأتون هنا للعمل والبحث عن فرص أفضل تحسن أوضاعهم وهم يتوقعون أن يرجعوا إلى بلادهم بعد فترة من الوقت. لذا أضحى التثقيف المالي أمراً ضرورياً بالفعل”.  

وقال أهواز أختار، الطالب باختصاص الاقتصاد الدولي، في هذا الصدد: “إن المشروع مفيد جداً للعمال ذوي الدخل المحدود في قطر لأنه يساعدهم على تحقيق أقصى استفادة من فترة إقامتهم في البلاد وعلى تبني ممارسات مالية واعية وجيدة”.

بدورها قالت الدكتورة سوزي ميرجاني، مديرة ومحررة قسم المنشورات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية والمشرفة المشاركة على المشروع: “يشارك طلبة جامعة جورجتاون قطر بشكل فعال في البحوث، وهو الأمر الذي يساعدهم على تطوير آفاق المعرفة لديهم وتطبيق المهارات المكتسبة في الصفوف الدراسية على أرض الواقع”. وتمثل دور الدكتورة سوزي ميرجاني في إضافة خبرتها العملية على المشروع المبني على الفيديوهات وتقديم الاستشارات للطلبة حول أفضل الطرق الممكنة لتقديم محتوى المشروع.

في المقابل شارك الدكتور غانيش سيشان الذي يدرّس في قسم الاقتصاد في الجامعة، بوصفه المحقق وعضو الهيئة التدريسية الرئيسي في هذا المشروع البحثي. وقد رافق الدكتور سيشان ثلاثة من الطلبة إلى مدينة كيرالا الهندية لمقابلة عائلات العمال الأجانب والعمال الذين عادوا إلى بلادهم. وقال الدكتور سيشان في هذا الصدد: “تعتبر سلسلة الفيديوهات التثقيفية التي وضعناها الأولى من نوعها التي تم تطويرها للعمال الأجانب في قطر بهدف توفير النصائح والإرشادات حول طرق التثقيف المالي والإدارة المالية”.

وكان فريق طلبة جامعة جورجتاون قطر قد تفوق على 60 منافساً للفوز بجائزة أفضل ملصق بحثي لفئة الطلاب والطالبات والتي تم الإعلان عنها خلال حفل استقبال مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث (ARC’14) الذي عقد تحت رعاية كريمة من صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر.

وقد قام الطلبة الأعضاء في الفريق البحثي بإنشاء عدة منصات ومنتديات إلكترونية لنشر المواد البحثية والفيديوهات التعليمية، بما في ذلك إنشاء موقع إلكتروني وصفحة على فيس بوك ويوتيوب. وتشمل الخطط المستقبلية تقييم أثر المشروع على العمال المشاركين وعائلاتهم. وقد تمكن الطلبة من تنفيذ المشروع بفضل منحة برنامج خبرة الأبحاث للطلبة الجامعيين من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي التابع لمؤسسة قطر.

وفي ما يتعلق بالخطوات القادمة، وضع الفريق الطلابي خططاً لتنفيذ دراسة لتقييم أثر عرض الفيديوهات على العمال الأجانب وتحديد انعكاس هذا الأثر على عاداتهم المالية وسلوكياتهم خلال فترة زمنية معينة. وستكون هناك حاجة إلى إنتاج الفيديوهات باللغات الأخرى التي يتكلمها العمال في قطر مثل الهندية والنيبالية والتاغالوغية والعربية. ويمكن للأطراف المهتمة بمعرفة المزيد حول مشروع الفيديوهات ودعم الجهود المبذولة في هذا الإطار التواصل مع الدكتور سيشان عبر البريد الإلكتروني أو مع الدكتورة ميرجاني