في قلب العدالة الدولية: طلاب جامعة جورجتاون في قطر يتعرفون على لاهاي من الداخل

في مساق أكاديمي تجريبي رائد تقدمه جامعة جورجتاون في قطر، سافر اثنا عشر طالبا مؤخرا إلى مدينة لاهاي بهولندا، المدينة التي تعرف بأنها مركز للقانون العالمي، للتعرف عن كثب على كيان العدالة الدولية وأسلوب عمله. تم تطوير هذا المساق الجديد الذي يحمل أسم، “لاهاي – القانون الدولي والعدالة: المؤسسات والمجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية” ، وقادته الدكتورة نهى أبو الدهب، الأستاذ المساعد في القانون الدولي، حيث جلبت الطلاب وجها لوجه مع المؤسسات التي توجد في صميم القانون العالمي والمساءلة.
بالنسبة لطالبة السنة النهائية “بيان كيالي”، المتخصصة في السياسة الدولية، كانت الرحلة فرصة رائعة لرؤية آلية الحركة والنشاط الداخلي للنظام القانوني الدولي أثناء العمل، وعن هذا تقول: اكتسبت رؤية قيمة ومتعمقة عن القانون الدولي ونظام العدالة العالمية يتجاوز بكثير كل ما يمكن الحصول عليه من الكتب وقاعات المحاضرات”. كما اتفق معها طالب السنة النهائية “جاستن بيسر”، دفعة 2026، الذي يتطلع لأن يصبح محاميا دوليا قائلا: “لقد كانت حقا واحدة من أكثر التجارب الأكاديمية التي مررت بها تكوينا لمعارفي العلمية”.
وعلى مدى سبعة أيام، زار الطلاب 13 مؤسسة واحتكوا مع ما يقرب من 25 مهنيا وأكاديميا من هيئات مثل المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وآلية الأمم المتحدة الدولية لتصريف الأعمال المتبقية للمحكمتين الجنائيتين. كما تضمنت الدورة الميدانية لقاءات واجتماعات مع الدبلوماسيين الهولنديين والمحامين والمناصرين وأعضاء هيئة التدريس من الجامعات الشريكة.
بالنسبة للعديد من الطلاب، كانت هذه الرحلة فرصتهم الأخيرة لاكتساب الخبرة من العالم الحقيقي قبل التخرج، وهو ما أعربت عنه نتالي الفانك، التي تخرجت لتوها قبل أسابيع من جامعة جورجتاون في قطر، بتخصص في التاريخ الدولي بقولها: “أنا ممتنة جدا لفرصة التعلم من العديد من الممارسين الرائعين، لقد كانت هذه الدورة الميدانية الطريقة المثلى لإنهاء رحلتي الجامعية”، شاركت نتالي الفانك،. “ما أعطتني إياه هذه الرحلة هو اتصال إنساني عميق بالمادة. إن دراسة التقاضي في مجال حقوق الإنسان من الناحية النظرية لا تلتقط ما يجلس مع شخص يقضيه كل يوم في محاولة لإنجاحه في ظروف مستحيلة”.
وأكدت زميلتها عریشہ فاطمہ، التي تخصصت في الاقتصاد الدولي مع تخصص فرعي في دراسات العدالة والسلام، مدى أهمية هذه التجربة، قائلة: “لقد كانت واحدة من أكثر التجارب إثراء منذ التحاقي بجامعة جورجتاون. تأكدت من خلال دخولي المؤسسات التي درستها لسنوات والتحدث مع الأشخاص الذين يديرونها أن العمل في مجال العدالة الدولية ليس مجرد حلم بعيد المنال. لقد ساعدتني هذه التجربة على تصور مكاني الخاص في أي من هذه المؤسسات ولا يمكنني التفكير في طريقة أفضل لختام دراستي الجامعية “.
كذلك أشار الخريج الطموح كيون لي (دفعة 2025) : “عندما التحق بكلية الحقوق لدراسة القانون، لن أضيع فرصة التباهي لأفتخر بإنني زرت المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، والتقيت بقانونيين دوليين محترفين يعملون بها. وحقيقة، قدمت لي هذه الرحلة الدراسية الثرية فرصة الغوص في اعماق تلك المؤسسات والأماكن مخلفة انطباعا وعمقا معارفيا جديدا عن مدى حقيقة كل هذا، وهو مالا يمكن تحقيقه في الفصول الدراسية فقط “.
تركت فرصة الاحتكاك المباشر للطلاب انطباعا دائما لدى مضيفيهم، بما في ذلك المدعية العامة العليا يولاندا دي بوير من مكتب المدعي العام الوطني الهولندي، التي علقت قائلة: “الأسئلة التي طرحها الطلاب … دليل على التزامهم الواضح بالقانون الدولي ومعرفتهم به. لقد تأثرت بهم حقا “.
كما لعبت سفارة هولندا لدى قطر دورا حاسما في إنجاح الرحلة، حيث قدمت الاقتراحات والاتصالات على أرض الواقع، بما في ذلك السفير فرديناند لانشتاين، وإلياس شيرالي، الرئيس السابق للشؤون السياسية في السفارة. “لقد كان من دواعي سروري دعم مثل هذه الزيارة الهادفة وسعدت للتفاعل مع هؤلاء الطلاب المتحمسين الأذكياء. في مثل هذه الأوقات المقلقة والمفعمة بالتوتر، ليس أقلها الكارثة التي من صنع الإنسان في غزة، لا يمكن المبالغة على أهمية القانون الدولي والعدالة”.
قالت الدكتورة نهى أبو الدهب: “لا توجد كلمات يمكن أن تصف بشكل كاف كم الإثارة لتدريس مساق التعلم التجريبي الجديدة هذا”، كما شكرت زملائها ومنظمي الرحلة أنجيلا مارونجيو والدكتور روان إليس، قائلة: “أنا ممتنة للغاية لجميع أولئك الذين منحونا وقتا من جداولهم المزدحمة للمشاركة، وخاصة للطلاب الرائعين الذين جعلوا هذه الدورة مميزة بتأملاتهم النقدية البناءة.”
شارك الطلاب هذه الأفكار في التكليفات النهائية المقدمة في نهاية الفصل، مثل هذا المقتطف من ورقة الطالب جاستن بيسر الإلكترونية: “أختتم هذه الرحلة بإحساس أعمق بكثير بالمسؤولية والتعاطف والتفاهم، مسؤولية ليس فقط تقديم النقد من مسافة بعيدة، ولكن للمشاركة. مسؤولية الدفع قدما إلى الأمام في متابعة عمل أولئك الذين يعملون، غالبا ما يكون عملهم غير مرئي، لدفع عجلة العدالة إلى الأمام. والأهم من ذلك كله، مسؤولية رد الجميل، لاستخدام ما تعلمته ليس فقط لكتابة أوراق بحثية أفضل، ولكن للدفاع عن شيء ما أؤمن بجدواه”.
تتزامن هذه الدورة مع الاحتفال بمرور عقدين من الزمن في قطر، وهي مثال قوي على التزام جامعة جورجتاون في قطر بربط نظرية الفصول الدراسية برؤى العالم الحقيقي – وتزويد الطلاب بالخبرات المباشرة لتعقيدات العدالة العالمية.