محاضرة لخريجة من كلية الشؤون الدولية حول بحثها المتعلق بالعلاقات بين السنة والشيعة في البحرين عقب أحداث البحرين

محاضرة لخريجة من كلية الشؤون الدولية حول بحثها المتعلق بالعلاقات بين السنة والشيعة في البحرين عقب أحداث البحرين

قدّمت مريم السعدة، خريجة كلية الشؤون الدولية في جامعة جورجتاون قطر، مؤخراً محاضرة حول نتائج البحث الذي أجرته للإجابة عن السؤال: “كيف تغيرت العلاقات الاجتماعية بين السنة والشيعة في البحرين عقب أحداث البحرين؟”. وكان البحث جزءاً من مشروع التخرج لشهادة الماجستير الذي قدّمته مريم لكلية السياسة العامة في جامعة University College في لندن.

وقالت مريم عند تقديمها نتائج بحثها في بداية المحاضرة: “يهدف مشروعي البحثي إلى كشف الغطاء عن العلاقة المعقدة بين المجتمع والسياسة والتي يمكن أن تكون جزءاً من مجال العلوم السياسية لأنها لا تتعامل مع المجتمع والسياسة على أنهما كيانان مستقلان. وإنني أدرك تماماً أثر المجتمع والسياسة على بعضهما البعض”.

وأشارت مريم في معرض حديثها عن نتائج دراستها إلى أن البحث الذي أجرته أخذ بعين الاعتبار دور الذاكرة الاجتماعية وتأثيرها على الأفراد الذين شاركوا في البحث وأعطوا شهاداتهم حول الماضي. وقالت في هذا الصدد: “في حين لم تمض سوى أقل من ثلاثة أعوام على الأحداث في البحرين، شهدت البلاد والمنطقة تطورات سياسية عديدة قد تؤثر على كيفية تذكر السنّة في البحرين تلك الأحداث وكيف يتذكرون التغيرات الفورية في تعاملاتهم مع الشيعة. ومن شأن تلك التطورات أن تؤثر بشكل مباشر على العلاقات بين السنّة والشيعة في البحرين، فقد تؤدي إلى زيادة التعاطف أو التحامل، الأمر الذي يصعّب عملية التأكد من أن التغيرات في العلاقات الاجتماعية حدثت بسبب الأحداث نفسها أم نتيجة عوامل أخرى”.

وكانت مريم السعدة قد تحدثت إلى 169 شخصاً خلال بحثها الذي شمل أربعة مواقع متنوعة بحسب تجانس الفئات الاجتماعية السنية ومستواها المادي، حيث أجرت 95 مقابلة فردية و18 مقابلة جماعية.

وعلّقت مريم قائلة: “لقد كشفت تلك المقابلات الفردية والجماعية عن نموذجين رئيسيين. الأول يقول إن علاقات الصداقة بين السنة والشيعة البحرينيين ظلت متماسكة، لكن علاقات المعرفة أصبحت أكثر رسمية من ذي قبل، حيث يعزو السنة البحرينيين هذا الأمر إلى فقدان الثقة. والنموذج الثاني يتحدث عن أن المؤسسات الاجتماعية المتنافسة أدت إلى تشابك الأفكار وسط المجتمع السني البحريني، إذ أن التفكير بأن الشيعة يشكلون تهديداً على أمن السنّة وأن الشيعة البحرينيين كذلك هم أخوة السنّة في البحرين صحيح وواقعي”.

وقد أشادت مريم السعدة بالتعليم الذي حصلت عليه في جامعة جورجتاون قطر والذي زوّدها بالمهارات اللازمة لإجراء البحوث والكتابة الأكاديمية من خلال منهاج تعليمي متنوع يشمل دراسة التاريخ والاقتصاد والأدب الإنجليزي والأديان والفلسفة فضلاً عن اختصاصها الجامعي الذي ساعدها على التحضير لهذا المشروع.