مركز الدراسات الدولية والإقليمية يناقش قضايا الإصلاح البيئي في قطر

اجتمع عدد من الخبراء من المدينة التعليمية وكافة أنحاء العالم يوم الأثنين لمناقشة تداعيات التصنيع السريع، الذي تشهده دولة قطر، على البيئة. شارك في الحلقة النقاشية التي عٌقدت برعاية مركز الدراسات الدولية والإقليمية وجامعة جورجتاون – كلية الشؤون الدولية في قطر متحدثون من كافة فروع الجامعات الواقعة في المدينة التعليمية.
أوضح تيموثي بيتش، مدير مركز البيئة بجامعة جورجتاون، كيف يميل المناخ على سطح الكرة الأرضية إلى اتباع دورات قصيرة من المناخ الدافئ، يعقبها فترات أطول من المناخ البارد. تفسر هذه الدورات، حسب بيتش، نزوح شعب المايا، كما تفسر استيطان بعض المجموعات بطول دلتا نهر النيل.
عول بيتش على فيلم “حقيقة مزعجة”، الحائز على جائزة آل جور، والذي تناول قضية التغير المناخي، لزيادة وعي الجماهير بشأن هذه المشكلة. لكنه أشار في الوقت نفسه إلى استخدام الفيلم للأحداث التي تتسم بضعف الاحتمال وقوة التأثير لدفع الناس إلى اتخاذ إجراءات إيجابية.
من جانبه، استعرض باتريك لينكه قضايا مصادر المياه في قطر، حيث قضى لينكه وقتا طويلا من حياته البحثية، كمهندس كيميائي في جامعة تكساس إي أند أم في قطر في قطر، في دراسة استخدام مياه البحر والمياه المحلاة لمواجهة احتياجات وتيرة التصنيع المتسارعة.
كما تحدث ديبوره لانج، الأستاذ بجامعة كارنيجي ميلون في بيتسبرغ، عن الدور القيادي الذي تضطلع به الجامعة لخلق وتعزيز ممارسات العمل المستدامة، حيث يمكن لجامعة كارنيجي ميلون – إضافة إلى تعزيز السلوكيات الصديقة للبيئة في الجامعة – إدراج الوعي البيئي ضمن برامج الطلاب والخريجين، مما دفع نادي سيرا إلى إدراج جامعة كارنيجي ميلون ضمن قائمة أفضل عشر منظمات ملتزمة بالعمل البيئي. جدير بالذكر أن نادي سيرا يأتي ضمن أحد أعرق المنظمات البيئية، ويضم أكثر من 3,1 مليون عضو في الولايات المتحدة الأمريكية.
إضافة إلى ذلك، تحدث بيتر مارتن، استاذ تصميم الاتصالات في جامعة فيرجينيا كومنولث في قطر، عن العلاقة المتميزة بين المشكلات البيئية والمشكلات الثقافية. ففي معرض حديثه عن تطور الثقافة الحديثة، أكد مارتن أن البشرية تنظر إلى نفسها باعتبارها تزداد انفصالا عن البيئة يوما بعد يوم. ويزداد تهويننا من شأن الوقت والمكان والتاريخ، كلما ازداد مردود الراحة الذي نحصل عليه من البيئات الصناعية. ويرى مارتن ضرورة مواجهة هذا التدهور الثقافي، من أجل بناء ممارسات عمل مستدامة قادرة على مجابهة التدهور البيئي.
من جابنها، تناولت رينيه ريتشر، أستاذ علم الأحياء في مركز وايل كورنيل الطبي في قطر، تحديات المحافظة على البيئة الناتجة عن تسارع وتيرة التصنيع في قطر. أكدت ريتشر أن قطر تتمتع ببيئة فريدة جراء درجات الحرارة القصوى وقلة سقوط الأمطار وارتفاع ملوحة المياه. إضافة إلى ذلك، يسهم صغر المساحة والنمو الذي تشهده البلاد مؤخرا في إعاقة إجراء إحصائيات دقيقة عن التنوع الحيوي في البيئة القطرية، حيث يؤدي النمو السريع إلى تدمير قواطن الحيوانات، والزيادة في استغلال الموارد. وتضرب الزيادة السكانية في قطر مثالا حيا على ذلك، حيث “تضاعف صيد الأسماك من 2001 إلى 2005 من 79000 طن إلى 140000 طن، فيما يمثل زيادة صارخة في استهلاك الموارد” وذلك كما تشير ريتشر.
تعول ريتشر كثيرا على خطة العمل الخاصة بالتنوع الحيوي التي وضعتها الحكومة القطرية كخطوة على طريق بناء بيئة مستدامة في قطر.