مشروع “أوريندا” يستخدم الرسوم الكرتونية لنشر التعليم في باكستان

Orenda Project - Classroom

يعتزم أحد خريجي جامعة جورجتاون قطر تطوير شركة ناشئة صغيرة متخصصة في مجال التربية والتعليم تبث دروساً تعليمية للأطفال بين أعمار 4 – 5 سنوات عبر شبكة الانترنت بشكل مباشر وبجودة عالية ، حيث سيستفيد من هذه الدروس التعليمية الملايين من الأطفال الذين تركوا المدارس في باكستان.

وقد تخرج هارون ياسين من جامعة جورجتاون العام الماضي، وقام بتطوير هذا المشروع المدرسي المبتكر تحت عنوان “أوريندا” رفقة زميليه في الجامعة، أهواز أختار وفاطمة رمضان، عندما كان في السنة الأخيرة من دراسته. وعقب تخرجه واجه مشروع هارون عقبة رئيسية تمثلت في هدم الحكومة الباكستانية للمناطق السكنية العشوائية وإعادة توزيع سكانها وأغلبهم لاجئون من أفغانستان على مناطق أخرى، في حين أن المشروع كان يقوم في الأساس على فكرة بناء صفوف مدرسية في تلك المناطق الفقيرة.

وقال هارون في هذا الصدد: “عندما أعلمتنا الحكومة بعمليات الهدم، أدركنا ضرورة إعادة التخطيط لتحقيق أهداف المشروع المتمثلة في توفير التعليم لأطفال تلك الأحياء الفقيرة، والذين ينتشرون في الشوارع ويعملون في غسل السيارات والمنازل أو يتسولون عوضاً عن الذهاب إلى المدارس وتلقي التعليم”.

وفي خضم إعادة التخطيط تم اتخاذ القرار بإقامة صفوف دراسية عبر شبكة الإنترنت وذلك لتجنب أية عوائق قد تحدث بسبب سياسات حكومية أو كوارث طبيعية. وعلّق هارون قائلاً: “لقد تعين علينا تطوير نظام قوي، وأدركنا أن تناول ثلاث وجبات يومياً هو أمر نادر في المناطق التي عملنا فيها، لكن في المقابل فإن خدمات الإنترنت والهواتف الذكية منتشرة فيها”. 

 

ونظراً إلى تعدد الفرص المتوفرة للتعليم عبر الإنترنت، قرر هارون وفريق عمله تحويل المنهاج المدرسي الحكومي إلى صيغة إلكترونية مرنة وغير مكلفة تعمل على جذب انتباه الطلبة الذين يعانون من الفقر ويضطرون إلى العمل خلال طفولتهم.

 

وقال هارون: ” قمنا بإنشاء سلسلة كرتونية باستخدام برنامج سهل الاستخدام، كما عملنا على استقطاب عدد من المدرّسين وطورنا برنامجاً تعليمياً يومياً لصفوف مدرسية تحتوي على طلبة بين أعمار 4 – 5 سنوات. وبإمكاننا أيضاً إرسال مسارات التعليم اليومية مباشرة إلى هواتف الآباء عندما لا يستطيع الطفل حضور الصفوف المدرسية لأي سبب كان”. يذكر أن المدارس في باكستان اضطرت مؤخراً إلى إغلاق أبوابها لأيام متعددة نظراً إلى تردي الأوضاع الأمنية. وفي هذه الحالة، تمكن الصفوف المدرسية التي تتم عبر الإنترنت من الاستمرارية في تعليم الأطفال في منازلهم. كما تتمتع الرسوم الكرتونية بميزة إضافية تساعد على لفت انتباه الأطفال ومواصلة تعليمهم. 

وقد كانت نتائج هذا البرنامج مدهشة، فمن خلال الرسوم الكرتونية التي استعرضت مدينة خيالية باسم “تعليم أباد” (أي المدينة التعليمية بلغة الأوردو)، يقول هارون: “لقد أصبحت وتيرة تعلم الأطفال أسرع وأفضل كما أصبحوا يتذكرون المعلومات لفترة أطول. وتسمح لنا شبكة الإنترنت بجمع بيانات نتائج الاختبارات ومراقبة القيمة الحاصلة من تدخلنا. وأظهرت النتائج حتى الآن تحسناً مستمراً في أداء الطلبة منذ إطلاق المشروع قبل أربعة أشهر”.

وبدءاً من شهر أبريل، يخطط هارون وفريقه إطلاق حملة لتمويل توسعة البرنامج التجريبي الناجح والذي شارك فيه حتى الآن 72 طالباً وطالبة في إسلام أباد. وتهدف التوسعة إلى إشراك أكثر من 500 طالب وطالبة مع نهاية العام، إضافة إلى عقد شراكة مع وزارة التعليم الباكستانية لاستكشاف فرص تطبيق البرنامج على مستوى أكبر.