ندوة حوارية في جامعة جورجتاون تناقش آثار العقوبات المفروضة على إيران

استضاف مؤخراً مركز الدراسات الدولية والإقليمية في كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون قطر ندوة حوارية بعنوان “الحرب بطرق أخرى: إيران تحت مظلة العقوبات” في حرم الجامعة في المدينة التعليمية. وشارك في الندوة كل من الدكتور مهران كامرافا، مدير مركز الدراسات الدولية والإقليمية، والدكتور منصور معدل، الأستاذ الزائر في المركز، والدكتورة ماناتا هاشمي، زميلة ما بعد الدكتوراه في المركز. وقدّم المشاركون تحليلاً لتاريخ ونتائج العقوبات التي طُبقت على إيران بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والتي أتت نتيجة المخاوف الأمريكية من احتمال تحول برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني إلى برنامج لتطوير سلاح نووي.
وقال الدكتور غيرد نونمان، عميد كلية الشؤون الدولية والذي قام بإدارة الندوة: “لقد تعرضت إيران إلى المزيد من العقوبات الشمولية نتيجة المخاوف من برنامجها النووي. لكن أثر هذه العقوبات على إيران لم يكن مباشراً في الواقع في ما يخص السكان والسياسة الإيرانية، أو حتى على الاقتصاد الإقليمي والعالمي. لذا فإن التحليل الشامل والمعمق لآثار العقوبات، بما في ذلك الآثار غير المقصودة، هو أمر ضروري جداً”.
وركز الدكتور مهران كامرافا خلال الندوة على نتائج العقوبات قائلاً: “تؤثر العقوبات على حياة الملايين من الناس في ما يتعلق بإمكانية حصولهم على البضائع والمستلزمات الأساسية، خاصة المواد الطبية والضروريات الأخرى. لذا نريد أن نعرف بشكل خاص كيف يتأقلم الإيرانيون الفقراء مع هذه العقوبات، ونود كذلك أن نفهم آليات واستراتيجيات الالتفاف على العقوبات والمعوقات لتأمين الاحتياجات الأساسية”.
وقد شبّه المشاركون في الندوة الأخذ والرد القائمين بين الأطراف المعنية بالنزاعات المسلحة، حيث قال كامرافا: “لقد ساد اعتقاد دائم بأن العقوبات ما هي إلا مقدمة للحروب أو لنوع مختلف من الحروب. ويكمن الهدف من تلك الحروب في أن فرض العقوبات سيؤدي إلى مزيد من الضغوطات على الحكومة الإيرانية أثناء محادثاتها النووية مع الولايات المتحدة وحلفائها”. وعلى الرغم من التكلفة المرتفعة للعقوبات على الفئات الفقيرة في المجتمع الإيراني، يبدو أن هذه الحرب تفشل في فرض ضغوط إضافية وغير مباشرة على الحكومة الإيرانية. واختتم الدكتور كامرافا ملاحظاته قائلاً: “لقد أتت العقوبات في الحقيقة بنتائج عكسية، إذ يشير تحليلنا إلى أن العقوبات ينتج عنها آثار مغايرة تماماً للأهداف المرجوة”.