ندوة عن التنمية العالمية والمؤسسات القائمة على أساس ديني
عقدت جامعة جورجتاون – كلية الشؤون الدولية في قطر ندوة عن “التنمية العالمية والمنظمات والدين في العالم الإسلامي”. تمثل الندوة فعالية تشاورية، برعاية مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون – كلية الشؤون الدولية في قطر ومركز بيركلي للدين والسلام وشؤون العالم ومؤسسة هنري لوس. استهدفت الندوة العاملين بهذا المجال في كافة أنحاء العالم الإسلامي. تضمنت قائمة المشاركين كل من مهران كامرافا، مدير مركز الدراسات الدولية والإقليمية، وسلمان الشيخ، مدير الأبحاث والسياسات بمكتب معالي الشيخة موزة بنت ناصر المسند، وهادي عمرو، مدير معهد بروكنجز – قطر، وسمير جرة، مدير مركز العالم العربي للديمقراطية والتنمية، وأمنية نور، مدير مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا (روتا)، وغيرهم.
تمثل الندوة جزءاً من مشروع بحثي مشترك بين كل من مؤسسة هنري لوس وكلية الشؤون الدولية في قطر، والمستمر لعدة سنوات قادمة. يسعى المشروع إلى تسليط الضوء على عدد من القضايا، مثل المؤسسات التي تلعب أدوارا محورية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والتي تستمد مرجعيتها من الدين، لتوفير قاعدة معلوماتية صلبة عن طبيعة هذه المؤسسات وما تقوم به من أنشطة وأعمال (رسم خريطة للمؤسسات وما تقوم به من أنشطة) للوقوف على الديناميكيات والتوجهات التي تحكمها والتعرف على أجنداتها السياسية، بما في ذلك علاقاتها بمؤسسات التنمية العلمانية والتداعيات السياسية والاجتماعية للأنشطة التي يقومون بها والمناهج وأساليب العمل التي تميز هذه المؤسسات وقياداتها عن سائر المؤسسات التي تعمل في ذات الميدان.
يدرس البرنامج المشترك بين مؤسسة هنري لوس وكلية الشؤون الدولية في قطر دور الجماعات والأفكار الدينية في كل من البلدان المانحة والنامية على حد سواء، وآفاق زيادة حجم التعاون بين المؤسسات الدينية والعلمانية في مجال التنمية. في هذا السياق، أكد د. مهران كامرافا، مدير مركز الدراسات الدولية والإقليمية أن “جامعة جورجتاون ستقوم بإدراج البرنامج ضمن مناهجها ليستفيد الطلاب من التعامل مباشرة مع نتائج البحث والمشاركة بإيجابية في عمل قاعدة بيانات عن المنظمات الحكومية وغير الحكومية ذات المرجعية الدينية.”
كما تمثل هذه المبادرة دليلا إضافيا على التزام جامعة جورجتاون ومركز الدراسات الدولية والإقليمية بدعم الأبحاث العلمية المتعمقة وتوفير منابر للحوار وتبادل الأفكار. وبحلول ربيع عام 2008، سيحظى البرنامج بفصول مؤسسية ودعم للبحوث الطلابية ضمن مناهج الطلاب والخريجين، إضافة إلى مطبوعات وموارد علمية تسهم في تعريف الجدل متعدد التخصصات وروابط مؤسسية راسخة بين المجتمعين الأكاديمي والسياسي حول الشؤون الدينية والدولية.
ركزت المرحلة الأولى من البحث على الولايات المتحدة الأمريكية، والتي بلغت ذروتها في مؤتمر عٌقد في جورجتاون في شهر أبريل من عام 2007. تركزت جهود المؤتمر على القضايا المستجدة، بما في ذلك العوامل المميزة للعمل التنموي القائم على أساس ديني ومصادر وتوجهات التمويل والعلاقة مع الحكومات والقضايا الشائكة المتعلقة بالنشاط الدعوي والأولويات ومجالات الاهتمام. وتركز المرحلة الثانية على العالم الإسلامي، ويتضمن ذلك دور المؤسسات غير التابعة للدولة في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، مع التركيز على المؤسسات القائمة على أساس ديني، إضافة إلى الدور المتنامي للمؤسسات القائمة على عالمية الإسلام، مثل هيئة الإغاثة الإسلامية وجمعية الهلال الأحمر وشبكة أغا خان. تبحث المراحل اللاحقة المؤسسات القائمة على أساس ديني في أوربا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا. يكتمل المشروع بحلول ربيع عام 2009، وسيتم عرض خلاصته في كتاب. كما سيتم متابعة العمل في إطار شراكة مع مؤسسات أخرى تعمل في نفس المجال داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها.