ندوة  هيئة التدريس تستكشف نقل المعرفة الإسلامية الحديثة

Faculty Seminar

في ندوة عقدت مؤخرا بجامعة جورجتاون في قطر، تحدثت الدكتورة زينب كعبة، المديرة التنفيذية لكلية كامبريدج الإسلامية عن نقل المعرفة في بيئة تعليمية إسلامية مكثفة قصيرة الأجل. أدار الحوار، الذي حمل عنوان ” النهوض بالمستقبل اعتمادا على الماضي: إعادة تقييم التقاليد الإسلامية في إعدادات التعليم المكثف”، الأستاذة المساعدة في علم الأديان، الدكتورة سهيرة صديقي. 

فقد قامت الدكتورة كعبة باستخدام برنامجين مكثفين مدة كل منهما ثلاثة أسابيع كدراسة حالة متبعة الخطاب الاثنوغرافي لاستكشاف سبل يمكن من خلالها للباحثين الإسلاميين الغربيين المعاصرين أن يستخلصوا دروسا من الأساليب الإسلامية التقليدية لنقل المعارف في نفس الوقت الذي يقومون فيه بتشكيل اساسهم العلمي وإعادة صياغة هذه التقاليد.

في مثالها الأول، توضح كيف أن برنامج “رحلة”،الذي تنظمه مؤسسة دراسة علوم الدين، الذي عقد في قونيا بتركيا عام 2014، كان الهدف منه توفير “تعليم ديني شامل” حيث كان الغرض منه هو تعلم أساسيات المعرفة الإسلامية، ولكنه قدم أيضًا نوعًا محددًا من التجربة التعليمية الحديثة التي شملت مشاهدة المعالم السياحية، والذكر، وتلقي الدروس الدينية من قبل مشاهير الشيوخ مثل الشيخ عبد الحكيم مراد، وحمزة يوسف والإمام زيد شاكر.

تظهر الدكتورة كعبة كيف يعتمد هؤلاء المعلمون على مفهوم الاقتداء بالنماذج النبوية ونماذج من كبار الباحثين تاريخيا في سلوكيات العلماء المشهورين بغرض التواصل مع التعاليم الأصلية للإسلام، ولتأسيس أنفسهم كورثة مباشرين للإسلام التقليدي القديم وبالتالي يصبحون تجسيدًا حديثًا لنماذج الدراسات الإسلامية.

يستكشف المثال الثاني البرنامج الصيفي المكثف لمعهد التعليم الأمريكي للمسلمين (ALIM) في ديترويت، ميشيغان. وكان الهدف من البرنامج هو إعطاء أساس شامل للمعرفة الإسلامية، مع التركيز على ممارسة الإسلام كتجربة حية معبرة عن السياق والثقافة. وقام علماء أمريكيون مشهورون مثل البروفسور شيرمان جاكسون بتدريس هذا البرنامج، الذي استكشف تطور الإسلام في أمريكا وأبرز، من خلال القصص الشخصية والزيارات إلى المساجد والمتاحف المحلية، كيف يمارس المسلمون الإسلام الحقيقي وكيف يراه من يتابعه في السياقات الفردية.

يعتبر كلا من برنامجي التعلم المكثف هذه جمهورها الاساسي من الشباب الجامعي الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عامًا. وتشير كبة إلى أن هؤلاء الشباب يشاركون في منح الإجازات إلى معلمي هذه البرامج، وإعادة صياغة ونقل المعرفة الإسلامية من خلال استخدام التسلسل الهرمي، والهياكل، والأيديولوجية، والنصوص الدينية. هذا البحث جزء من مشروع أكبر لكتاب بعنوان المعرفة والمرجعية في تعليم المسلمين الأمريكيين.

د. زينب كعبة هي المديرة التنفيذية لكلية كامبريدج الإسلامية، التي تأسست في عام 2008 بهدف تطوير القيادة الدينية للمسلمين من خلال التعليم والتدريب والبحث على مستوى عالمي على أساس الحوار بين التقاليد الفكرية الإسلامية وأفكار العالم الحديث وظروفه. وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في التربية من جامعة أكسفورد ، وشهادات من جامعتي كولومبيا وستوني بروك.