نوال أكرم، “رائدة أعمال اجتماعية، ممثل كوميدية، عارضة أزياء وناشطة” تتحدث إلى أسرة جامعة جورجتاون قطر

عندما تتهادى نوال أكرم (دفعة 2029) إلى فصل دراسي بكعبها العالي أثناء جلوسها على كرسيها المتحرك، حاملة قهوتها بالحليب “لاتيه” في يدها، تجلب معها مزيجا من الفكاهة والإرادة والعزيمة لا يمكن إيقافها.. فهي فنانة كوميدية وعارضة أزياء ورائدة أعمال اجتماعية وناشطة في مجال حقوق ذوي الإعاقة، أمضت بالفعل أكثر من عقد من الزمان في تحدي التصورات النمطية وإعادة تشكيل الروايات والسرديات حول ما يعنيه الإدماج في المجتمع لذوي الإعاقة حقا. والآن، تواجه تحديا جديدا: الحياة الجامعية في جامعة جورجتاون في قطر.

Fبالنسبة لنوال، فإن كونها أصبحت طالبة بجامعة جورجتاون يمثل انتصارا للمثابرة والتغلب على الحواجز. فقد تم تشخيص إصابتها “بالحثل العضلي الدوشيني” قبل سنوات وهي في السادسة من عمرها وحرمت لاحقا من الحق في التعليم بسبب إعاقتها، ولكنها نجحت في تحويل  تلك النكسة الصحية المبكرة إلى رسالة مدى الحياة. ففي سن 16، أسست  مبادرة “الإتاحة المتساوية  #EqualAccess “، لتعزيز إمكانية الإرتقاء في سلم التعليم و الحضور الفعلي جسديا في جميع أنحاء قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وحصلت على تقدير من أكثر 100 امرأة من بين الأكثر تأثيرا ونفوذا في العالم حسب تصنيف هيئة الإذاعة البريطانية  بي بي سي بفضل مناصرتها العالمية لذوي الإعاقة في عام 2017.

فصل جديد في جورجتاون

بعد سنوات من النضال من أجل الحصول على التعليم، نجحت نوال في الحصول على شهادتها الثانوية من أكاديمية العوسج في مؤسسة قطر، ووضعت نصب عينيها هدف الالتحاق بأفضل كلية يمكن أن تساعدها في صقل مهارات المناصرة والدعم، وعن هذا تقول:  “أتذكر القاء كلمة أمام القمة العالمية للتعليم، وكنت ما زلت أكافح للعثور على مدرسة تستقبلني. ثم التقيت بخريجة جامعة جورجتاون في قطر دانا العنزي، التي كانت حياتها المهنية كمدافعة ومناصرة ملهمة للفتيات الصغيرات، ثم قمت بمهام تدريس ورش عمل توعوية عن الإعاقة كضيفة متحدثة في جامعة جورجتاون في قطر، وعرفت حينها أنني سأجد العديد من الأشخاص الذين يشاركونني نفس التفكير والذين يريدون تغيير العالم حقا.”

لكن فترتها الدراسية الأول لم تكن سلسة، وعن هذا توضح قائلة: “لم أحصل إلا على ست سنوات من مناهج التعليم الرسمي ، لقد تأخرت، وكان يجب أن أعمل بجد للحاق بالركب – للأسف إنها مأساة يواجهها العديد من الطلاب من ذوي الإعاقات”. وبدلا من أخذ إجازة خلال عطلة الخريف، اختارت نوال البقاء في الحرم الجامعي ومحاولة اللحاق بعملها، مصممة على تضييق الفجوة و إنهاء الفصل الدراسي بقوة، حيث تقول: “أنا أعثر على طريقي ، انتبه!” تقول ذلك بملء الفم أثناء توجهها في طريقها إلى مركز الكتابة لمناقشة ورقة بحثية أكاديمية  تعدها.

مثل جميع طلاب السنة الأولى، كان عليها الإبحار في خضم تطورات متسارعة  من المتطلبات والتحضيرات للفصول والمقررات الدراسية، كما توجب عليها تعلم كيفية التواصل بشكل فعال مع الأساتذة، وتحقيق أقصى استفادة من خدمات الدعم الأكاديمي والدروس الخصوصية في الحرم الجامعي، ولكن على عكس معظم الطلاب الآخرين، فهي أيضا توازن بين الحياة كصانعة محتوى تدير منظمة مناصرة ودعم ناجحة لذوي الإعاقة.، وهن هذا تقول: “في أكتوبر، عملت منظمتي مع جريدة جورجتاون جازيت المحلية على سلسلة بعنوان” تأملات تالية: خطاب حول سياسات الإعاقة”.  

العثور على القوة من خلال الضحك

في غمار حالة الفوضى الشاملة التي تعرضت لها خلال فترتها الدراسية الأولى، وجدت نوال بعض الوقت لإعادة التواصل مع زميلتها الكوميدية والمدافعة عن حقوق ذوي الإعاقة ميسون زايد، في الحرم الجامعي كزميلة زائرة.  ودعتها ميسون، التي تذكرت زميلتها الكوميدية المسلمة المعاقة والتي تواصلت معها في بداية حياتها المهنية، للمشاركة في حلقة مثيرة من برنامجها “DisCo at “، الذي استضافته جامعة جورجتاون في قطر، وهو تصوير مباشر لبرنامجها الشهير لمجتمع ذوي الإعاقة.

لقد كان حلما تحقق لنوال، والذي ساعد في تحقيقه كان زميلها الطالب توان نغوين (دفعة 2027) الذي شارك في إدارة محادثة تستكشف الإعاقة وحقوق الإنسان من خلال عدسة الفكاهة.

رسالة ميسون زايد ، بأن “الضحك صورة من صور المقاومة”، يتردد صداها بعمق لدى نوال، التي أشارت إلى أن “الكوميديا تفتح الأبواب” ، فهي تساعد الناس على رؤية الإعاقة ليس على أنها قيود، ولكن كمنظور. يعجبني حقا كيف تشير مايسون إلى أن الأشخاص من ذوي الإعاقة هم دائما أكثر الأشخاص إثارة للاهتمام في الغرفة. عندما كنا نقوم بعمل برنامج DisCo معا، جلبنا معا روح الدعابة والمرح، وكان من الرائع مشاركة ذلك مع أسرة جامعة جورجتاون في قطر “.

مواصلة الكفاح من أجل المساواة في الحصول على الحقوق والفرص

من تقديم ورش العمل في المدارس إلى مخاطبة الجماهير العالمية لتوعيتهم بشأن إمكانية الإتاحة والمشاركة، جعلت نوال ” خلق عالم أكثر إنصافا ” شعارا و هدف حياتها. والآن، ومن خلال دراستها للسياسة الدولية في جامعة جورجتاون، تستعد لتعميق هذا العمل – باستخدام التعليم كأداة ومنصة للتغيير.

وعن هذا تقول: “استغرق الأمر سنوات من القتال والصبر والإيمان للوصول إلى هنا”. “لكنني هنا الآن- وأريد استخدام ما تعلمته في جورجتاون لمواصلة فتح الأبواب للأشخاص ذوي الإعاقة في أي مكان في العالم.”