بروفيسور في جامعة جورجتاون في قطر يتناول موضوع الطبقية الشائك في الهند

“The Politics of Caste in West Bengal”

ليس هناك في الواقع نقص في الكتب التي تتناول التطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية السريعة في الهند، إلا أن الكتاب الجديد الذي شارك في تحريره الدكتور عدي شاندرا، أستاذ الحكومة في جامعة جورجتاون قطر، يعيد التركيز مرة أخرى على سياسات النظم الطبقية الهرمية.

بالاعتماد على منحة دراسية حديثة متعددة التخصصات في مجالات التاريخ والانثروبولوجيا وعلم الاجتماع والعلوم السياسية والدراسات الثقافية، يقدم كتاب “سياسة الطبقات في البنغال الغربية” تحليلاً شاملًا ومتعمقاً لكيفية تشكل للمجتمع الطبقي الحديث وكيفية الحفاظ عليه في مرحلة الاستعمار وما بعد الاستعمار في ولاية البنغال الغربية.

ويظهر الكتاب الجديد كيف تتجذر العلاقات الطبقية في سياسات المنطقة حتى يومنا هذا، مما يبدد أسطورة أن الطبقية لا شأن لها في المجتمع والسياسة البنغالية. كما تورد مقالات الكتاب التي ألفها عدد من المتخصصين في هذا المجال مقارنات وتناقضات هامة مع مناطق أخرى في جنوب آسيا.

وقال الدكتور تشاندرا: “نحن نركز على ولاية البنغال الغربية الواقعة شرق الهند كدراسة حالة لإظهار كيف أن السياسات الطبقية لا تزال موجودة في ولاية كان يعتقد بأنها تخطتها”. تجدر الإشارة إلى أن الدكتور تشاندرا هو أيضاً باحث ما بعد الدكتوراة في معهد ماكس بلانك لدراسة التنوع الديني والعرقي في غوتنغن، ألمانيا.

“الطبقية ليست عنصرية ولكنها مثل العنصرية تقسم الناس اجتماعياً إلى مجموعات عليا وأخرى أدنى منها. وهذه المفاهيم الهرمية تتجذر عبر الأجيال على مرّ الزمن”. وقد شارك تشاندرا في تحرير الكتاب مع الدكتور جير هيرشتاد، مدير الأبحاث في قسم الدراسات الدولية، المعهد النرويجي للبحوث الحضرية والإقليمية في أوسلو، النرويج، والدكتور كينيث بو نيلسن، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في قسم علم الاجتماع في جامعة بيرغن، النرويج.

وأوضح تشاندرا قائلاً: “قد يندهش القراء الذين لم يألفوا هذا الموضوع من مدى استمرارية الهرمية الطبقية إلى الآن، وأيضاً من كيفية تطورها لتتكيف مع الظروف الاجتماعية المتغيرة في العصر الحديث”، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي يستمر فيه النظام الطبقي كقوة اجتماعية كبرى في الهند المعاصرة، فإنه لا يزال هناك تقصير في دراسته من نواحٍ عدة.

وتشرح الفقرة الافتتاحية للكتاب أسباب تجنب علماء العصر الحديث للسياسة الطبقية إلى حد كبير، وتقول: “أولاً، اتجهت الثقافة السياسية لولاية البنغال الغربية بمرحلة ما بعد الاستعمار نحو اعتبار الحديث عن الطبقات من المحرمات. ثانياً، البنغال الغربية، على عكس العديد من المناطق الأخرى في الهند، لم تشهد حركات اجتماعية كبيرة على أساس طائفي منذ العام 1947. ثالثاً، مارست النخب الحاكمة في هذه المنطقة بشرق الهند هيمنة اجتماعية فريدة من نوعها حتى في بلد اعتاد على استنساخ علاقات القوة”.

يشكل هذا الكتاب جزءاً من سلسلة “استكشاف الجانب السياسي في جنوب آسيا” التي نشرتها روتليدج الهند، وتستهدف العلماء والباحثين في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا الاجتماعية والسياسة والتاريخ الهندي الحديث والدراسات الثقافية. ومن المقرر أن يقام حفل رسمي لإطلاق الكتاب في أوسلو، النرويج.