العلم والدبلوماسية: عالمان متباعدان؟

Dr. Maurizio Bona

كان دور العلم في تعزيز السلام العالمي موضوع حديث السيد/ موريزيو بونا الأخير في جامعة جورجتاون في قطر بعنوان “العلوم والدبلوماسية: عالمان متباعدان؟”  يذكر أن بونا هو كبير مستشاري العلاقات لشؤون البرلمانات والعلوم للسياسة في المنظمة الأوروبية للبحوث النووية .

خلال محاضرته، بدأ بونا بمقدمة عن جذور ومنشأ المنظمة الأوروبية للبحوث النووية، مذكرا بالدور الذي لعبه العلماء والدبلوماسيون والسياسيون في تأسيس هذه المنظمة التي تأسست في عام 1954 على يد 12 دولة أوروبية بهدف استخدام العلم من أجل السلام، وتضم هذه المنظمة الحكومية الدولية حاليا 23 دولة عضوا، وتتعاون مع أكثر من مائة دولة من غير الأعضاء في مختلف مبادرات البحوث.

أوضح بونا، الذي عمل كعالم في مسرّع جسيمات نووي تابع للمنظمة قبل الانتقال إلى منصبه العام كمستشار أول، المهمة المتطورة لـلمنظمة، بما في ذلك الدافع لتطوير تقنيات جديدة لمسرعات الجسيمات للاستخدام في المجال الطبي، لتدريب الجيل القادم من العلماء والمهندسين من خلال توسيع نطاق إتاحة مختبرات واجهزة متطورة للباحثين، وتوحيد جهود الناس من مختلف البلدان عبر تضامن العمل كمنصة رئيسية للتعاون بين الدول لخدمة الدبلوماسية السلمية.

وأوضح بونا أن الدور الرئيسي للمنظمة الأوروبية للبحوث النووية في العالم الدبلوماسي هو الالتزام المتأصل لفصل عملهم العلمي ودورهم في المجتمع الدولي عن عالم الجغرافيا السياسية والمنافسة الاقتصادية، وهو ما سمح للدول المتنافسة بالعمل في مشاريع المنظمة. وتنص اتفاقية إنشاء المنظمة الأوروبية للبحوث النووية الموقعة في عام 1953 على: “لن يكون لدى المنظمة أي اهتمامات بالعمل من أجل المتطلبات أو اغراض عسكرية، ويجب نشر نتيجة أعمالها التجريبية والنظرية أو إتاحتها بشكل عام وعلى الملأ.”

للقيام بذلك، تساهم 21 دولة عضو ماليا في ميزانية المنظمة الأوروبية للبحوث النووية. بالإضافة إلى ذلك ، يتم تقديم مساهمات خاصة لأغراض اقامة مشاريع محددة من قبل مضيف المشروع والدول غير الأعضاء التي ترغب في المشاركة في مجالات معينة من البحوث.

وأعقب المحاضرة نقاش تفاعلي مع الجمهور حول دبلوماسية العلوم، والمبادرات التي يمكن للدوائر العلمية والدبلوماسية والسياسة والأوساط الأكاديمية القيام بها من أجل سد الثغرات الموجودة في هذا المجال، وجعل التفاعل بين العلم و السياسة أكثر نفعا وفائدة للمجتمع.

أدار الحديث، الذي حضره الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملون بالجامعة وأعضاء أسرة المدينة التعليمية، الدكتور كاي هنريك بارث ، المساعد الأول للعميد لشؤون لدعم الأبحاث في جامعة جورجتاون في قطر، الذي ألقى كلمة الترحيب بالضيف.