بحث لطالب بجورجتاون حول اليمن يكشف عن مؤشرات لمستقبل مستقر في اليمن

Mohammed Al-Jaberi (SFS’19)

في ندوة الظهيرة التي أقامها مركز الدراسات الدولية والاقليمية بجامعة جورجتاون في قطر ظهر الأربعاء 3 أبريل 2019، قدم الطالب محمد الجابري (دفعة 2019) ملخصًا لأطروحته للتخرج بعنوان “لغز مأرب: حالة من الاستقرار والنشاط الاقتصادي في اليمن التي مزقتها الحرب” وفيها يتساءل لماذا تتمتع مدينة مأرب اليمنية بمزيد من الاستقرار والنشاط الاقتصادي مقارنة بالعاصمة المؤقتة عدن.

في بداية عرضه، أجرى الهاجري مقارنات بين المنطقتين من حيث الاستقرار؛ الذي عزاه إلى ثلاثة أسباب هي عدم وجود صراعات محلية، والوصول المستدام إلى السلع والخدمات العامة، وكذلك مرونة الحكومة المحلية. بالإضافة إلى ذلك ، قام بدراسة الأداء الاقتصادي في المنطقتين، رافضا فكرة اقتصاديات الحرب التي تنشأ على الهامش خارج حدود الدولة باعتبارها أنشطة مفترسة، ومعاملات طفيلية وغير مشروعة. وقال إنه يمكن تفسير ذلك على نحو أفضل، في حالة المنطقتين، عن طريق قياس تأثير التجارة في القطاع الخاص وضخ السيولة من قبل دول التحالف التي تقودها السعودية في منطقتي مأرب وعدن.

ذكّر الجابري الحضور بالأسباب الكامنة وراء الوضع المأساوي الحالي في اليمن، بما في ذلك العملية الانتقالية الفاشلة بعد الانتفاضات العربية في اليمن عام 2011 ، وتجاهل صناع القرار لعمق القضايا التاريخية للبلاد، والرؤية المحدودة لليمن على الساحة الدولية في أعين المجتمع الدولي

يذكر أن محمد الجابري هو طالب مرشح لنيل درجة مشتركة تتضمن الحصول على بكالوريوس في الشؤون الدولية (دفعة 2019) ودرجة الماجستير في الدراسات العربية (دفعة 2020) من جامعة جورجتاون، وقد أجرى العمل الميداني مؤخرا في اليمن لدراسة هذا الموضوع، وتمكّن من إجراء مقابلات مع عشرات اليمنيين المؤثرين الذين يمثلون كامل ألوان الطيف السياسي في البلاد.

ومقارنةً بين أدوار الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وكيفية تأثيرها على النشاط الاقتصادي في البلاد منذ ذلك الحين، قال الهاجري: “يحرص السعوديون على الحفاظ على اليمن الموحد من أجل كبح تأثير النفوذ الشيعي الزيدي، لقد لجأوا إلى الطريقة القديمة في توزيع الأموال لشراء الولاء. في حين أن الإمارات العربية المتحدة تعتبر أكثر طموحًا، وأكثر عدوانية ، ولا تهتم بخصوصية النظام السياسي في مستقبل اليمن. والإمارات لديها وجود عسكري كبير في الجنوب، وهم يتسامحون مع الحكومة المعترف بها دوليًا ، بينما، في ذات الوقت،  ويدعمون المطالبين بتقرير المصير والانفصالية “.

وفي الختام ، أشار الجابري إلى أن شبكات رعاية المصالح والمحسوبية والأدوار التي تمارسها كلا من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تؤثر بشكل مباشر على الاستقرار والنشاط الاقتصادي على المستوى الإقليمي في عدن ومأرب.