تحطيم الأسوار: تعرف على سوزي ميرغني، أول امرأة سودانية تكتب رواية فيلم درامي طويل وتخرجه

مع جذب “ملكة القطن” لاهتمام دولي، تسلط الباحثة والفنانة بجامعة جورجتاون في قطر الضوء على قصص السودان – على الشاشة وفي الأوساط الأكاديمية
حققت الدكتورة سوزي ميرغني، المخرجة والباحثة بجامعة جورجتاون في قطر، إنجازا ثقافيا في نهاية الأسبوع الماضي عندما عرض فيلمها الروائي الأول “ملكة القطن” خلال أسبوع النقاد الدولي في مهرجان البندقية السينمائي. يتبع الفيلم قصة الفتاة المراهقة نفيسة، التي تبلغ سن الرشد في قرية سودانية لزراعة القطن تحت الاعين الساهرة لجدتها، حيث تتصادم الطموحات الحديثة مع التقاليد الراسخة.
الدكتورة ميرغني، التي تقدم إنتاجها الفني تحت لقب سوزانا ميرغني، هي أول امرأة سودانية تكتب وتخرج دراما طويلة عن السودان. وعن هذا تشير إلى أنه “لا يوجد سوى حوالي عشرة أفلام روائية طويلةعلى الإطلاق من إنتاج صانعي أفلام ومخرجين سودانيين – ولكن ليس من بينها أي شيء من قبل النساء”.

الطاقم والعاملون بملكة القطن

ميرغني في موقع تصوير فيلم ملكة القطن

Mirgani on set of Cotton Queen

ميرغني “في الكادر” ترسم مسار حياة نفيسة ليتقاطع مع جدتها “الست”
وبسبب معوقات استمرار الحرب في السودان منذ أبريل 2023، يعد إتمام هذا الفيلم أيضا انتصارا إنتاجيا، حيث تقول ميرغني: “انتظرت لأكثر من عام على أمل أن تنتهي الحرب حتى أتمكن من التصوير في السودان. ولطالما كنت أرغب في إنفاق ميزانية السينما الكبيرة في بلدي، لكنني اخترت في النهاية التصوير في مصر، حيث لجأ الممثلون السودانيون”.
ولدت الدكتورة سوزي ميرجاني لأبوين سوداني وروسية، وأمضت سنوات نشأتها وتكوينها في السودان قبل أن تنتقل مع عائلتها إلى الدوحة في سن السادسة عشرة، حيث واصلت بناء حياتها المهنية كمخرجة وباحثة أكاديمية. ونظرا لتقاطع موضوعها وحياتها في منطقة الخليج، حصل الفيلم على دعم مادي من كل مقدمي المنح السينمائية الرئيسيين في الشرق الأوسط – بما في ذلك مؤسسة الدوحة للأفلام (DFI) وصندوق البحر الأحمر للأفلام والصندوق العربي للفنون والثقافة.
وقالت ميرغني: “أنا مدينة لمعلمتي في مؤسسة الدوحة للأفلام ، آن ماري جاسير، التي شجعتني على تسليط الضوء على هذه القصة وأصبحت منتجا مشاركا، وبالطبع أعرب عن تقديري وإعزازي للدعم الذي حصلت عليه من جامعة جورجتاون في قطر، الأمر الذي سمح لي بعدم الاضطرار إلى الاختيار بين عملي الأكاديمي ومساري الفني الإبداعي”.
نبتت أفكار أعمالها السينمائية من أبحاثها الأكاديمية كمديرة مساعدة للإصدارات في مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون في قطر. وهي تشرح قائلة: “نشأت فكرة الفيلم من مشروع بحثي حول الأمن الغذائي في الشرق الأوسط، بحيث أصبحت مهتمة بالروابط بين إفريقيا ومنطقة الخليج،التي أصبحت موطنا لعدد كبير من الشتات السوداني، وكيف ساهمت التحويلات المالية والتبادل الانساني والحضاري في التنمية”.
يصل صوت الدكتورة ميرغني السينمائي المتجذر في الصور الغنية والبصيرة الثقافية العميقة في لحظة حرجة لرواية القصص السودانية. إلى جانب عملها السينمائي، تتولى رئاسة مؤتمر “حوارات” القادم لجامعة جورجتاون في قطر ، رؤية السودان: السياسة من خلال الفن. وسيجمع هذا الحدث الذي يستمر ثلاثة أيام، وهو العاشر في سلسلة المسلسل المشهور لجامعة جورجتاون في قطر، كبار الفنانين والأكاديميين والمؤلفين والصحفيين والنشطاء لمواجهة الحرب المدمرة والأزمة الإنسانية في السودان في الفترة من 18 إلى 20 أيلول/سبتمبر.