تخصص التاريخ الدولي

نظرة عامة

باتت عمليات التغير التاريخي تأخذ طابعا دوليا خلال القرون المنصرمة الأخيرة. ولهذا، يعرض تخصص التاريخ الدولي لمقدمة شاملة لتحليل التغيرات التاريخية التي تتعدى الحدود مع إتاحة الفرصة لاستكشاف موضوع أو مسألة معينة في سياق موضوع التخصص الذي يصممه الطالب بنفسه.

ويتجاوز التخصص مسألة دراسة العلاقات الرسمية بين الدول، وهو الموضوع التقليدي لتاريخ الدبلوماسية، ليناقش موضوعات ذات صلة بالتاريخ الاجتماعي والثقافي والفكري. وينصب اهتمام الدراسات التاريخية اليوم على أفكار ومعلومات يتم استقاؤها من موضوعات متنوعة مثل الأنثروبولوجيا والفلسفة وعلم الاجتماع والعلوم السياسية والدراسات الدينية والأدب. وينعكس هذا المزيج في المقررات الدراسية في تخصص التاريخ الدولي. وبالإضافة إلى ذلك، يقدم التخصص مجموعة من الأدوات النظرية والأساليب المنهجية للقيام بالتحليل التاريخي، ويركز بشكل خاص على تنمية التفكير النقدي والجدال ومهارات الكتابة.

ما الذي يكتسبه دارسو التاريخ الدولي:

  • تطوير قدرتهم على تفسير التغيير عبر الزمن ووضعه في السياق المناسب من خلال الأدلة والبراهين.
  • التمييز بين أنواع المصادر وأجناسها وبين الاستنتاجات المبنية على الأدلة والبيانات التي لا أساس لها.
  • استخدام المصادر لوضع أسئلة وبناء حجج أصيلة، إلى جانب تطوير قدراتهم على دعم استنتاجاتهم سواء بشكل شفهي أو خطي من خلال الأدلة والتوثيق المناسب.
  • تحديد التفسيرات المختلفة للماضي كما يراها المؤرخون وتقييمها والمقارنة فيما بينها، وبالتالي فهم تخصص التاريخ بوصفه حوارا مستمرا يضم المصادر والباحثين والطلاب.
  • تحديد الموضوعات والقضايا والتطورات الرئيسية وتتبع مسارها في التاريخ المقارن والدولي والعالمي، واكتساب القدرة على صياغة الأسئلة المقارنة وتقديم الحجج حول المجتمعات والثقافات المختلفة.

متطلبات التخصص في التاريخ الدولي (8 فصول)

يجب أن يدرس المنخرطون في هذا التخصص التاريخ العالمي، وسبعة مواد اختيارية على النحو المفصل أدناه. يجب أن تكون دورتان على الأقل ولكن ليس أكثر من ثلاثة من المواد المطبقة على تخصص التاريخ الدولي ليأخذوا دورات غير تاريخية ويجب أن تكون واحدة على الأقل من هذه الدورات غير التاريخية من حيث التركيز. تحتوي هذه الدورات على متطلبات كتابة متكاملة.

• HIST 305 التاريخ العالمي (خريف السنة الثالثة) وجهات نظر عالمية حول التاريخ الدول
• أربعة اختيارات في التاريخ الدولي IHIS
• ثلاث فصول نحو التركيز الذاتي الذي اختاره الطالب

نماذج للمقررات الاختيارية

  • 403 ARAB الإسلام والثقافة العربية في العصر الذهبي
  • 2418 HIST تاريخ القانون الدولي
  • 283 HIST  تاريخ الدبلوماسية الأمريكية 2
  • 2402 HIST افريقيا والاقتصاد السياسي
  • 4208 HIST: قضايا في تاريخ المرأة الافريقية

  • 4301 HIST طريق الحرير
  • HIST 3609  أمريكا والعالم الإسلامي
  • 4370 INAF  الثورات من منظور مقارن
  • CULP 4370  النساء والقانون
  • 3394 IPOL : الحركات الإسلامية

متطلبات الكتابة الأكاديمية المتكاملة

يرجع التخصص في التاريخ الدولي (IHIS) في كلية الشؤون الدولية إلى جذور عميقة في تاريخ الدبلوماسية والعلاقات الدولية ولكنه يتجاوز دراسة العلاقات الرسمية بين الدول – الموضوع التقليدي للتاريخ الدبلوماسي – لمعالجة الموضوعات من خلال المقارنة والتاريخ الإقليمي والعالمي. يتسم التاريخ الدولي بأنه متعدد التخصصات في التركيز، ويعتمد هذا التخصص على الأفكار والمنهجيات من مواضيع متنوعة مثل الأنثروبولوجيا والفلسفة وعلم الاجتماع والعلوم السياسية والدراسات الدينية والأدب. وهو متجذر في التاريخ، وهو نظام يركز بشكل خاص على تنمية التفكير النقدي والتحليل النصي والجدل ومهارات الكتابة.

الكتابة الاكاديمية المتكاملة في تخصص التاريخ الدولي

أثناء تقدمهم في الدراسة خلال تناول منهج كلية الشؤون الدولية الأساسي وتلبية متطلبات تخصصهم، يواجه طلاب التاريخ الدولي متطلبات متكررة للكتابة ويمارسون أشكالًا مختلفة من الكتابة التاريخية. ويذكر أنه يُطلب من طلاب التاريخ عادةً كتابة العديد من أنواع الأوراق البحثية، بما في ذلك تحليل المستندات والوثائق، أو مراجعات الكتب، أو أوراق الاستجابة، أو الاستطلاعات الببليوغرافية، أو المقالات التاريخية، أو عرض مقترحات البحث، أو الأوراق البحثية. قد يُطلب منهم أيضًا تطوير مشروع التاريخ الرقمي، والذي قد يتضمن كتابة نص لمصاحبة أي خرائط أو صور رقمية.

يأخذ جميع طلاب كلية الشؤون الدولية، بما في ذلك تخصصات التاريخ الدولي، مقررات التاريخ كجزء من المناهج الدراسية الأساسية، ويواصلون إكمال المناهج التي تتفاعل بشكل تدريجي مع الأدب في هذا المجال.

• HIST 007-199: تعرف هذه المقررات الأساسية الطلاب على الكتابة في مجال التاريخ من خلال القراءة الدقيقة ومناقشة المصادر الأولية ومهام الكتابة التي تتطلب التعامل مع الماضي بناءً على التحليل والتفسير القائم على الأدلة.

• HIST 100-299: تستمر المقررات في هذا النطاق في إشراك الطلاب في العمل على المصادر الأولية، لكنهم سيواجهون بشكل متكرر تفسيرات مختلفة للباحثين المعاصرين. سوف يصبحون على دراية تامة بمجموعة متنوعة من المصادر المتاحة للتحليل التاريخي، وسوف يجربون أنواعًا مختلفة من المهام الكتابية التي تزيد من صقل قدرتهم على اختيار وتفسير الأدلة الموثوقة، ووضع تلك الأدلة في سياقها، وبناء ودعم المقارنات  التحليلية والحجج في شكل مكتوب.

• HIST 300+: تتطلب هذه الندوات التي تقوم على المناقشة مزيدًا من القراءة الموضوعية (في كل من المصادر الأولية والثانوية) ومهام كتابية أكثر تعقيدًا وأهمية، بما في ذلك المهام التي تتطلب بحثًا تاريخيًا واستخدامًا مكثفًا للمكتبة.

• مرتبة الشرف الاختيارية: يستمر العديد من طلاب تخصص التاريخ الدولي لإكمال ندوة مرتبة الشرف Senior Honors Seminar لطلاب السنة النهائية التي تستمر لمدة عام، حيث يقومون بالبحث وكتابة أطروحة تاريخية مهمة ومبتكرة تحت إشراف مدير الندوة وأعضاء هيئة التدريس بصفتهم الفردية. في ندوة مرتبة الشرف، يراجع الطلاب بشكل روتيني مسودات بعضهم البعض ويعلقون عليها. تتيح هذه التعليقات، جنبًا إلى جنب مع تعليقات أعضاء هيئة التدريس، للطلاب تطوير ومراجعة كتاباتهم باستمرار على مدار العام الدراسي.

كفاءات الكتابة في تخصص التاريخ

تقديم أدلة وتحليل

لا يمكن الفصل بين دراسة التاريخ من جانب، والكتابة من جانب آخر؛ حيث يمثل الأول شكلا من أشكال المعرفة التي ترتكز على تفسير السجلات الجزئية والمتناثرة التي بقيت عبر الزمن، مما يُضفي على الكلمة المكتوبة قيمة خاصة لدى المؤرخين الذين يستخدمونها في صياغة الفروض البحثية والدفاع عنها بالأدلة والبراهين. والحقيقة أنه لا يوجد عمل تاريخي شامل أو نهائي، وذلك بسبب الطبيعة الخاصة للمصادر التاريخية التي لا تكشف عادة إلا عن جزء فقط من الصورة الكاملة، مما يثير جدلاً دائماً بين المؤرخين حول التفسيرات المتنوعة للمدارس الفكرية المختلفة. وتتوقف جودة الكتابة التاريخية بشكل كامل على قدرة الباحث على جمع المصادر التي يحتاج إليها وتنظيم البحث وصياغة الأدلة لتقديم أطروحة متماسكة ومقنعة.

التعامل مع المصادر

تعتمد الكتابة التاريخية في جوهرها على قدرة الباحث على التقييم وإصدار الأحكام، والتي تتمثل في انتقائه الواعي لأسئلة بحثية عميقة وتحديد وتفسير المصادر التاريخية التي يمكنه الرجوع إليها. ويستخدم المؤرخون نوعين من الأدلة، هما: المصادر الأساسية والمصادر الثانوية. تمثل المصادر الأساسية الوثائق وغيرها من السجلات التي تم صياغتها في وقت اندلاع الأحداث التاريخية موضوع التحليل؛ لذا فإن هذه المصادر تصدر بالأساس عن المشاركين في هذه الأحداث. أما المصادر الثانوية فتمثل النتائج التي توصل إليها المؤرخون والكُتًاب غير المشاركين في الوقائع التاريخية بصورة مباشرة، وإنما اعتمدوا في فترات لاحقة على البحث والتنقيب في بطون المصادر الأساسية. وتُعد الكتابات الأكاديمية أحد أهم المصادر الثانوية وأكثرها شيوعا بين الطلاب والباحثين في اقسام التاريخ. جدير بالذكر أنه في حالات معينة يمكن أن تتحول المصادر الثانوية إلى مصادر أساسية. 

التفكير النقدي

تبقى المصادر بنوعيها، الأساسية والثانوية، قاصرة عن تقديم إجابات وافية على الأسئلة التاريخية، مما يحتم على الطلاب ضرورة تمحيص المعلومات التي يحصلون عليها من المصادر التاريخية وتفنيدها بعين ناقدة وبصيرة نافذة، والاعتماد، بعد ذلك، على قدراتهم الخاصة على التقييم وإصدار الأحكام لصياغة بحث تاريخي يستند إلى الحجة والبرهان. ويلجأ المؤرخون إلى قراءة الوثائق بعناية فائقة ووضعها في سياقها التاريخي لتحديد مدى ما تتمتع به من مصداقية، كما يقومون بإثارة العديد من الأسئلة النقدية لمعرفة كاتب الوثيقة ومكان وتاريخ وأسباب صدورها. وتمثل القدرة على تحديد العناصر المهمة التي يجب أن يقوم عليها البحث – أي التفكير النقدي بشأن الأدلة التي يجب تضمينها، وتلك التي يجب استبعادها، وكيفية صياغة التحليل والتأطير له – أحد أبرز المهارات الأساسية التي يكتسبها طلاب التاريخ أثناء اضطلاعهم بمهام الكتابة. 

الكتابة بأنماط وأساليب مختلفة

تأخذ الكتابة في تخصص التاريخ أشكالا متعددة. فبعض البحوث التاريخية يجري تنظيمها في صورة سردية تروي حكايات الشعوب والأحداث الماضية، بينما تأخذ بحوث أخرى صورة أكثر تحليلاً وتنظيماً كمقالة أكاديمية، وتمزج مجموعة ثالثة، وهي الفئة الأكثر شيوعا، بين المنهجين السردي والتحليلي. كما تتعامل بعض البحوث مع قضية التأريخ (تدوين وكتابة التاريخ)، أي كيفية تناول المؤرخين والمدارس الفكرية المختلفة لتاريخ مادة معينة، بينما تعكف بحوث أخرى بصورة مباشرة على المادة التاريخية ذاتها، وذلك من خلال تجاوز تحليل ما حدث إلى أسباب وكيفية حدوثه. وأيا كان شكل البحث، يجب على طلاب التاريخ استهلال أعمالهم بفرضية بحثية وصياغة الأدلة التي تدعم آرائهم باستخدام طريقة توثيق ثابتة ومعترف بها.  

كيفية اختيار التخصص

يلتقي الطلبة خلال الفصل الدراسي الثاني من السنة الثانية بالمشرف الأكاديمي لاختيار تخصصاتهم. وعندما يحدد الطلبة خياراتهم، ينبغي عليهم إعداد تقرير موجز يوضحون من خلاله أسباب اختيارهم أحد التخصصات التي توفرها كلية الشؤون الدولية في قطر، على أن يشتمل ذلك التقرير على بيان كيف أن اختيارهم للتخصص يتوافق مع اهتماماتهم الأكاديمية وطموحاتهم الوظيفية والمهنية المستقبلية. كما يجب على الطلبة الذين اختاروا تخصص التاريخ الدولي أن يوضحوا موضوعات الاهتمام الخاصة بهم مع بيان أسباب اختيارهم لها.

مرتبة الشرف في التخصص

يتيح برنامج التميز الأكاديمي الفرصة أمام الطلبة لمناقشة قضايا أكاديمية ذات أهمية إلى جانب تركيز الوقت والانتباه على قضية محورية يبدي الطالب اهتماما كبيرا بها. وتعد مشروعات التخرج في برنامج التميز أعمالا فكرية وبحثية أصيلة وليست مجرد ملخصات لأعمال الآخرين وأفكارهم.

للتقدم للالتحاق ببرنامج التميز الأكاديمي، يجب على الطالب أن:

  • يحصل على معدل تقديرات تراكمي عام بنسبة 3,5، أو أن يظهر دليلا قويا على قدرته على تحقيق هذا المعدل.
  • يقدم خطة بحثية لمشروع التخرج إلى رئيس هيئة أعضاء التدريس في تخصص التاريخ الدولي أو العميد المسئول عن المقررات في موعد أقصاه الأول من مارس أو قبل ذلك التاريخ.

للتخرج من برنامج التميز، يجب على الطالب القيام بما يلي:

1-إتمام مقرر حلقة البحث (ندوة مرتبة الشرف Senior Honors Seminar) في تخصص التاريخ الدولي في السنة النهائية

2- تقديم نسخة نهائية من أطروحة التخرج بعد موافقة أعضاء هيئة التدريس في تخصص التاريخ الدولي عليه. ويتراوح عدد صفحات البحث في المعتاد ما بين 50 و80 صفحة. وينبغي على الطلبة تحديد العدد المناسب للصفحات بناء على التشاور والمناقشة مع المشرف على البحث.

3- تقديم عرض رسمي لبحثه خلال فصل الربيع الدراسي الذي ينتهي فيه الطالب من البحث. وتتم دعوة جميع الطلبة في جورجتاون لحضور تلك الفعالية.

4- الحصول على معدل تقدير تراكمي عام بنسبة 3,5 وعلى معدل تراكمي بنسبة 3,67 في تخصص التاريخ الدولي وقت التخرج.

الأسئلة المتكررة

 

يشغل خريجون سابقون من تخصص التاريخ الدولي وظائف في سلك التعليم والصحافة والبنوك والمحاماة والاستشارات والاستخبارات والقطاع الحكومي.

 

 

يسجل جميع الطلبة الدارسين في كلية الشؤون الدولية في قطر، بغض النظر عن تخصصاتهم، في عدد من المقررات الاختيارية التي تتيح لهم استكشاف مقررات وقضايا تهمهم ولكنها لا تقع في صلب تخصصهم.

 

 

يسلط تخصص الثقافة والسياسة الضوء على العوامل التي تشكل الثقافات (مثل الدين ونوع الجنس والعرق، إلخ) ويناقش دورها في تشكيل العلاقات بين الدول والمجتمعات والأشخاص. وعلى الرغم من أن تخصص التاريخ الدولي يشبهه من حيث النطاق، فإنه يصب اهتمامه على الجانب التدريبي ليمكن الطلبة من فهم العوامل العديدة التي تؤثر على علاقات البشر والدول من وجهة نظر تاريخية وكذلك تحليل وتفسير تلك العوامل.

 

لا يمكن للطلبة الانخراط في برنامج التميز الأكاديمي وإتمام الدراسة للحصول على الشهادة في الوقت ذاته، بسبب كثرة الواجبات المنوطة بهم. أما إذا أصر الطالب على القيام بالأمرين، فيكون لزاما عليه إتمام بحث التخرج خلال السنة الثالثة. ويكون آخر موعد لتقديم بحث التخرج في صيغته المعتمدة اليوم الدراسي الأول في السنة النهائية للطالب.