ندوة جورجتاون في مؤسسة قطر عن التدخل العسكري لأغراض إنسانية تؤكد الحاجة إلى التعاون بين الباحثين وصانعي السياسات

From the Panel

ساهمت جامعة جورجتاون في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، في مناقشات هامة تتعلق بمخاطر المساعدات الإنسانية وإمكاناتها، وذلك باستضافة ندوة نقاش عامة “حول التدخل العسكري في الصراعات والأزمات لأسباب إنسانية”، ضمت خبراء وباحثين في القانون الدولي والسياسة الإقليمية من أجل  مناقشة مستفيضة للقضايا المعنية التي تتسم بقدر كبير من التعقيد.

شارك في استضافة هذه الفعالية مركز الدراسات الدولية والإقليمية التابع لجامعة جورجتاون في قطر والجمعية الأمريكية للقانون الدولي، وهي منظمة غير حكومية تتمتع بوضع استشاري خاص لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.

عن هذه الفعالية تقول الدكتورة نهى أبو الدهب منظمة الحدث، والأستاذ المساعد بجامعة جورجتاون في قطر، وهي أيضًا رئيسة مجموعة العدالة الانتقالية وسيادة القانون بالجمعية الأمريكية للقانون الدولي: “يثير السؤال عن متى وفي أي ظروف يكون التدخل العسكري لأسباب إنسانية مبررًا الكثير من علامات الاستفهام الأخلاقية والسياسية والقانونية، فعندما يؤدي القيام  بالتدخل نفسه إلى فظائع جماعية، كيف يمكننا الاستمرار في دعمه والدعوة إليه؟ ولكن بالمقابل ما هو البديل؟ هذه أسئلة مهمة يجب على الباحثين وصانعي السياسات تناولها في حوار صريح فيما بينهم”.

انضم د. صفوان المصري، عميد جامعة جورجتاون في قطر إلى حلقة النقاش، وأعرب عن امتنانه للجهود المتضافرة لجميع المشاركين بقوله: “شكراً جزيلاً لأعضاء الندوة، لمشاركتهم بخبراتهم في المسائل الأخلاقية والقانونية الجادة التي تنشأ في سياق التدخل لأغراض أنسانية، وإبراز الحاجة إلى مزيد من الدراسة وإلقاء الضوء على مشاركة الأطراف المعنية في قضية شائكة لها عواقب وخيمة على المدى الطويل.”

وبحضور جمهور ضم رؤساء البعثات الدبلوماسية في قطر وأعضاء من المؤسسات الحكومية القطرية، تعرف الحضور على قضية التدخل العسكري لأسباب إنسانية، التي يحتدم حولها الكثير من الجدل مستخدمين أمثلة تاريخية ومعاصرة للاستدلال بها، بما في ذلك العراق وليبيا وكوسوفو وسورية وروسيا وأوكرانيا.

تركزت المناقشات على الحجج والأدلة التي قدمتها سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة “الديمقراطية في العالم العربي الآن” ـ DAWN والضيفة المتحدثة في هذه الفعالية، في مقالها الأخير بعنوان ” لا ينبغي أن تعمل منظمات حقوق الإنسان في مجال الدعوة إلى الحرب“، حيث قدم ثلاثة من المشاركين في الحوار رؤاهم وتعليقاتهم من وجهات نظر وزوايا فريدة من نوعها في مجالات المناصرة والدراسة.

قدمت ويتسن لمحة عامة عن مقالتها ركزت فيها على الحاجة إلى إعادة تقييم المعايير والأطر التي تستخدمها منظمات حقوق الإنسان الدولية ومنظمات المناصرة والدعم عند المطالبة بالتدخل العسكري لأسباب إنسانية. وسلط فضل عبد الغني، رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الضوء على تكلفة عدم الانخراط في المسألة سورية. كما شاركت أيكا كوبوكو، الأستاذة بكلية لندن للاقتصاد LSE والمديرة المشاركة لمركز حقوق الإنسان بها، حيث استعرضت الدروس المستقاة من بحثها بشأن التأثير الاجتماعي والقانوني والسياسي للتدخل العسكري لأغراض انسانية في ليبيا وغزو العراق عام 2003. كما قدمت أسلي يو بالي، أستاذة القانون بجامعة ييل، السياق الاجتماعي والسياسي لمحركات التدخل لأغراض إنسانية، بما في ذلك الدور التاريخي للعرق والإمبراطورية في القانون الدولي.

كان هذا الحدث هو أحدث جهد مبذول لدعم التزام الجامعة بتوفير منصة عامة للحوار والنقاش المدروس حول التحديات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية المتنوعة التي تواجه المجتمعات على المستوى العالمي. يذكر أنه كجزء من برنامج الدرجات العلمية في الشؤون الدولية، يشارك الطلاب أيضًا في قضايا العدالة الانتقالية والقانون الدولي من خلال المناهج الدراسية والفصول الممنوحة، والزيارات الدراسية إلى المحاكم المحلية، ورحلات التعرف على الخدمة المجتمعية إلى مناطق النزاع والصراعات الاخيرة، إضافة إلى برامج التدريب العملي مع السفارات والمنظمات غير الحكومية الموجودة في الدوحة.