كيف يمكن للفكاهة أن تساعد في إزالة حالة التوتر التي سببها فيروس كورونا

Dr. Mahnaz Nowrozi Mousavi

مع تطبيق إجراءات الحظر والإغلاق التي تبقي الناس بعيدًا عن أنشطتهم الاعتيادية، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي شريان الحياة للتواصل الإنساني في وقت الأزمات. وأصبح جزء كبير من هذا التواصل عبر الإنترنت يصب في صورة متابعة تدفق النكات المشتركة والطرائف والتعليقات الفكاهية على مواقف قد لا تستحق الكثير من السخرية.

تقول الدكتورة مهناز نوروزي موسوي، مديرة مركز الرعاية الصحية والاستشارات النفسية للطلاب في جامعة جورجتاون، وهي إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، إن هذا النوع من الفكاهة والسخرية يعد مهما، حيث يمكن علاج القلق الذي يشعر به الكثيرون عن طريق الضحك كدواء. وطالما أن هذا الفكاهة لا تتجاوز حدود الذوق واللباقة، فيمكن أن يكون آلية فعالة للتكيف والتعامل مع الأزمات. وتضيف الدكتورة موسوي:”من وجهة نظر نفسية، تعتبر النكتة – إذا استخدمت بشكل مناسب – صحية وباعثة على التفاؤل، خاصة في الأوقات الصعبة. حيث يمكننا التواصل بشكل فعال من خلال الفكاهة. فحس الفكاهة والمرح الإيجابي يساعد الأفراد ويربط المجتمع معًا “.

وأوضحت الدكتورة موسوي أن المفتاح هو معرفة ما هي الحدود. وقالت: “إن التعامل مع ظاهرة فيروس كورونا  يجب أن يتم بعقلانية، فيجب ألا نبالغ في أهمية الوضع وأثره أو نقلل من أهميته، ولكن بدلاً من ذلك نحافظ على نظرة متوازنة ونتبع الإرشادات، لأنه بخلاف ذلك قد نواجه تأثيرات نفسية سلبية على الأفراد والمجتمع”

وقالت إنه عندما تم الإعلان عن تدابير وقائية مثل تجنب التلامس البدني والتجمعات الكبيرة لأول مرة، فإن الدعابة سهلت على الناس الالتزام وإجراء التغييرات اللازمة لحياتهم بسلام.

من خلال إجراءات الإغلاق التي تفرض قيودًا أكثر صرامة على تحركات الأشخاص في محاولة لإبطاء معدلات انتقال الفيروس وانتشاره، أو تخفيض معدل الإصابة، ستستمر آليات التكيف القائمة على الدعابة في لعب دور مهم في صحة المجتمع ورفاهيته.

وقالت: “نحن في الشرق الأوسط نميل إلى التكافل والترابط والاهتمام بالآخرين ورعايتهم، ومن أفضل الطرق للتحكم في الاتصال المباشر مع الآخرين لتجنب انتشار الفيروس استخدام الطرائف والنكات المناسبة والتعليقات الساخرة فمثلا” أصبح عدم العناق من مظاهر الاهتمام وكذلك عدم مصافحة أصبحت موضة “.

لكن الفكاهة ليست هي الأداة الوحيدة للتعامل مع الحياة تحت العزلة، كما تقول الدكتورة موسوي. “إن عزل نفسك لا يعني عزلة تامة، حيث يمكن للناس أن يجتمعوا ويتواصلوا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وعبر أشكال التواصل الأخرى”.

وقالت إن تغيير هذا المنظور يمكن أن يفتح فرصًا للنمو الشخصي وتطوير الذات. و”يمكن أن يكون مفيدًا جدًا في الواقع، مما يوفر فرصة عظيمة لنا لقراءة كتاب كنا نرغب دائمًا في قراءته، أو إكمال مشروع ما تركناه. من المهم أيضًا وضع مخطط او  تنظيم مبسط لأنفسنا “.

وشددت الدكتورة موسوي على أهمية ممارسات النظافة الشخصية، واتباع الإجراءات الوقائية الموضوعة لحماية المجتمع، فتقول:”من المهم أن تعرف أنه من الأفضل ممارسة حماية أنفسنا وحماية الآخرين. يجب أن نكون جميعًا مسؤولين عن حماية أنفسنا وعائلاتنا وأفراد المجتمع الآخرين “.